L'équité dans les questions de divergence

Abu al-Barakat al-Anbari d. 577 AH
185

L'équité dans les questions de divergence

الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين

Maison d'édition

المكتبة العصرية

Numéro d'édition

الأولى ١٤٢٤هـ

Année de publication

٢٠٠٣م

فأضاف المصدر إلى "القوافيز" وهو فاعل فيمن روى "أَفْوَاهَ" منصوبًا، ومن روى "أَفْوَاهُ" بالرفع جعله مضافًا إلى المفعول، والشواهد على هذا النحو كثيرة جدًّا. وأما البيت الذي أنشدوه: [١٤٣] يا أيها المائح دَلْوِي دُونَكَا فلا حُجَّةَ لهم فيه من وجهين؛ أحدهما: أن قوله "دلوي" ليس هو في موضع نصب، وإنما هو في موضع رفع؛ لأنه خبر مبتدأ مقدر١، والتقدير فيه: هذا دلوى دونكا. والثاني: أنا نسلم٢ أنه في موضع نصب، ولكنه لا يكون منصوبًا بدونك، وإنما هو منصوب بتقدير فعل؛ كأنه قال: خُذْ دَلْوِي دُونَكَ، و"دونك" مفسر لذلك الفعل المقدر. وأما قولهم "إنها قامت مقام الفعل فيجوز تقديم معمولها عليها كالفعل" قلنا: هذا فاسد، وذلك لأن الفعل٣ الذي قامت هذه الألفاظ مقامه يستحق في الأصل أن يعمل النصب، وهو متصرف في نفسه فتصرف عملهُ، وأما هذه الألفاظ فلا تستحق في الأصل أن تعمل النصب، وإنما أُعْمِلَتْ لقيامها مقام الفعل، وهي غير متصرفة في نفسها؛ فينبغي أن لا يتصرف عملها؛ فوجب أن لا يجوز تقديم معمولها عليها، والله أعلم.

= مصدرًا مضافًا إلى فاعله ثم بعد ذلك أتى بمفعوله، ومن رفع فقد جعل الفرع مصدرًا مضافًا إلى مفعوله ثم أتى بعد ذلك بفاعله، وكل من الوجهين صحيح من جهة العربية ومن جهة المعنى؛ فقد أضيف المصدر إلى فاعله ثم أتى بمفعوله كثيرًا كما في الشواهد السابقة وما أثرناه معها، وأضيف إلى مفعوله ثم أتى بفاعله كما في قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ فإن الحج مصدر مضاف إلى مفعوله الذي هو البيت وقد جيء بعده بفاعله وهو قوله سبحانه من استطاع. ومن الأول: -زيادة على ما أثرناه- قول الشاعر، وهو الأشجعي: وعدت وكان الخلف منك سجية ... مواعيد عرقوب أخاه بيثرب وقد جاء في القرآن الكريم من ذلك قوله تعالى: ﴿كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ﴾ ومنه قوله سبحانه: ﴿تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ ومن شواهد ذلك في اسم المصدر قول القطامي: أكفرا بعد ردّ الموت عني ... وبعد عَطَائِك المائة الرتاعا _________ ١ ويجوز أن يكون مبتدأ خبره الجملة من اسم الفعل وفاعله المستتر فيه وجوبًا، لكن المؤلف لا يجيز هذا الوجه، لأن الإخبار بالجملة الإنشائية لا يصح عنده؛ لذلك لم يذكر هذا الوجه، وقد نبهناك إلى ذلك في شرح الشاهد. ٢ في ر "أنا لا نسلم ... إلخ" ولا يصح مع ما بعده. ٣ في ر "الفعل التي" وليس بشيء.

1 / 189