L'équité dans les questions de divergence
الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين
Maison d'édition
المكتبة العصرية
Numéro d'édition
الأولى ١٤٢٤هـ
Année de publication
٢٠٠٣م
Genres
Grammaire et morphologie
١٦- مسألة: [القول في جواز التعجب من البياض والسواد، دون غيرهما من الألوان] ١
ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز أن يستعمل "ما أفعله" في التعجب من البياض والسود خاصة، من بين سائر الألوان، نحو أن تقول: هذا الثوب ما أَبْيَضَهُ، وهذا الشعر ما أَسْوَدَهُ. وذهب البصريون إلى أن ذلك لا يجوز فيهما كغيرهما من سائر الألوان.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: إنما جوّزنا ذلك للنقل، والقياس:
أما النقل فقد قال الشاعر:
[٨٩]
إذا الرجال شَتَوْا واشْتَدّ أَكْلُهُمُ ... فأنت أبيضُهُم سِرْبَالَ طَبَّاخِ
_________
[٨٩] روى صاحب اللسان "ب ي ض" هذا البيت كما رواه المؤلف، ولم يعزه لقائل معين، ورواه ابن يعيش "ص٨٤٧ و١٠٤٦" كذلك من غير عزو، ورواه في مجمع الأمثال "١/ ٨١ بتحقيقنا" ونسب قوم هذا البيت إلى طرفة بن العبد البكري من أبيات يهجو فيها عمرو بن هند الملك، لكنني رجعت إلى ديوان طرفة فوجدت فيه "ص١٥" أبياتًا يهجو فيها عمرو بن هند فيها كلمته التي يستشهد بها المؤلف، لكن رواية هذا البيت على غير ما جاء في اللسان وفي كلام المؤلف، وهي هكذا.
أنت ابن هند فأخبر من أبوك إذا ... لا يصلح الملك إلا كل بذاخ
إن قلت نصر فنصر كان شر فتى ... قدمًا، وأبيضهم سربال طباخ
_________
١ انظر في هذه المسألة: شرح المفصل لابن يعيش "ص٨٤٧ و١٠٤٦" وشرح كافية ابن الحاجب لرضي "٢/ ١٩٨" وأسرار العربية لصاحب الإنصاف "ص٥١ ليدن" وقد بنى رضي الدين الكلام على أنه لا يبنى اسم التفضيل من فعل الألوان، جعل "أبيضهم وأسودهم" أفعل تفضيل، وأنت ترى المؤلف يبني الكلام على أنه لا يبنى فعل التعجب من الفعل الدال على الألوان، ثم يستشهد بالشواهد التي تشتمل على أفعل التفضيل، والخطب في ذلك سهل؛ لأنك تعلم أن كل ما يشترط في صوغ أفعل التفضيل هو بعينه يشترط في اشتقاق صيغ التعجب، وقد ذكر المؤلف نفسه ذلك، ثم انظر شرح الأشموني "٤/ ٢٥٤ بتحقيقنا" وحاشية الصبان "٣/ ١٩ و٣٧" والتصريح للشيخ خالد "٢/ ١١٣-١١٦ بولاق" ولسان العرب "ب ي ض"
1 / 120