128

Al-Imāʾ ilā Zawāʾid al-Amālī wal-Ajwāʾ

الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء

Maison d'édition

أضواء السلف

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Genres

ثانيًا: اختلاف السياق
اختلافُ سياقِ الرواياتِ بابٌ واسعٌ، أكثرُه لا يندرجُ تحتَ ضابطٍ، وبعضُه يُمكنُ إدراجُه تحتَ ضابطٍ، ومثالُه:
[١] السياقُ المركبُ مِن عدةِ رواياتٍ.
كأنْ يوجدَ في أحدِ الأجزاءِ حديثٌ فيه أكثرُ مِن فقرةٍ، ولا يوجدُ الحديثُ بتلكَ السياقةِ في الأصولِ، وإنَّما هو فيه مفرقًا بلفظِه أو معناهُ. وهذا كثيرًا ما يأتي، والأمرُ فيه سهلٌ، فليسَ مِن شرطِ الزوائدِ.
* مثل ما في أمالي الشجري (٢/ ٢١٣) عن عروةَ قالَ سألتُ عائشةَ: كيفَ كانتْ معيشتُكم على عهدِ رسولِ اللهِ ﷺ؟ فقالتْ: واللهِ ما شبعَ آلُ محمدٍ ﷺ شهرًا قطُّ مِن خبزِ الشعيرِ، ولا شَبعوا ثلاثةَ أيامٍ تباعًا مِن خبزِ البرِّ، ولا رفعتْ مِن قدامِ رسولِ اللهِ ﷺ كسرةُ خبزٍ فضلًا عن الشبعِ، ولا فضلَ عنهم التمرُ حتى فُتحت قريظةُ. فقراتُه الثلاثة الأولى في المسند الجامع (١٧٣٢٤) وما بعده مِن طريقِ عروةَ وغيرِه. والفقرةُ الأخيرةُ هي بمعنى ما أخرجَه البخاري (٤٢٤٢) عن عائشةَ قالتْ: لما فُتحت خيبرُ قُلنا الآنَ نشبعُ مِن التمرِ.
* وما في جزء البطاقة (٧) وغيرِه عن أبي هريرةَ مرفوعًا: «أكثِروا مِن شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ قبلَ أن يحالَ بينَكم وبينَها ولقِّنوها مَوتاكم». هذا سياقٌ مركبٌ مِن روايتينِ، الأُولى عندَ أحمد (٢/ ٣٥٩) بلفظِ: «جدِّدوا إيمانَكم» قيلَ: يا رسولَ اللهِ وكيفَ نجددُ إيمانَنا قالَ: «أكثِروا مِن قولِ لا إلهَ إلا اللهُ». والثانيةُ عندَ مسلمٍ (٩١٦) بلفظِ: «لقِّنوا مَوتاكم لا إلهَ إلا اللهُ». أمَّا زيادةُ: «قبلَ أن يحالَ بينَكم وبينَها»،

1 / 131