Al-Imam Al-Biqai et sa méthodologie dans l'interprétation de l'éloquence du Coran
الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن
Genres
قد أضحى كثير من الآباء يلقون بأولادهم تحت أيدي أقوام علمانيين يتخذون مما يعرف بالتعليم الخاص للغات سبيلا إلى تنشئة أبناء الأمة تنشئة لا تتصل بكتاب الله ﷿ وسنة رسوله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، يكررون على مسامعهم ما هو مناقض لصريح الكتاب والسنة دون أن يذكون لهم ما جاء في الكتاب والسنة مناقضا لتعاليمهم حتى لا يتحرج بعض أولئك الأبناء أو الأباء، فنشأ في الأمة أبناء فإذا المنكر شرْعًا عتدهم هو المعروف، وإذا المعروف شرعا هو المنكر الذي ينفرون منه نفورهم من كل بغيض إليهم.
وإذا ما بلغت أمّةٌ إلى أنْ يَسْتَحِيلَ فيها المنكرُ معروفًا يُسْعَى إليْه حثيثًا ويُفْتَخَرُ به ويَحْتَرِمُ ولاة الأمر والمنتسبون إلى العلم وطلابُه والدهماءُ أهلَه به، ويعتقدالعامّة أنَّ ذلك مِنْ فَتْحِ اللهِ ﷾ على صاحِبِهِ وإكْرامِهِ لَهُ، فقد اقتربت تلك الأمَّةُ مِنْ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ قد ينْهَارَ بِهِا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.
وإنقاذ هذه الأمة حين ذاك يكون جدَّ عسيرٍ، ولكنَّه غيرُ متَعَذِّرٍ، مما يفرِضُ على عُلمَائها المُجاهَدَةُ والمُصابَرَةُ،والتّواصِي بالحق والصبر والمرحمة.
إنَّ علينا – نحن الآباء- أن نحسن اختيار أماكن تعليم أبنائنا واختيار شيوخهم، وانْ نعلّمهم أنَّ رسالةَ الشَّيخِ من رسالة النبيّ حسن النصيحة احتسابا، وليس من عَمَلٍ قطّ هو منسول من عمل النبوة كمثل عمل تعليم الناس الخير
ومن ثَمَّ كان جزاؤه عظيما:
روى الترمزي بسنده عن "أبي أمامة الباهِلِيّ" ﵃ أن رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا قال:
1 / 25