Al-Imam Al-Ash'ari: His Life and Doctrinal Evolutions

Salih bin Muqbil al-Usaymi d. Unknown
31

Al-Imam Al-Ash'ari: His Life and Doctrinal Evolutions

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

Maison d'édition

دار الفضيلة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

كل مبتدع ومراءٍ، ثم ذكر قصة المناظرة (^١)، ثم قال: ولهذه المناظرة دلالة على أن الله - تعالى - خص من شاء برحمته، وخص آخر بعذابه، وإلى أبي الحسن انتهت رئاسة الدنيا في الكلام، وكان في ذلك المقدم المقتدى الإمام» (^٢). قلت: ولاشك بأن هناك مبالغات في مدحه ﵀ والثناء عليه وإعطائه منزلة أعلى من منزلته ومثال ذلك السبكي عندما بالغ في مدحه وذكر عنه: «أنه مكث عشرين سنة يصلي الصبح بوضوء العتمة» (^٣) وهذا الخبر لا يشك عاقل بعدم صحته بل ومخالفته للسنة النبوية، فالرسول ﷺ حذر من مثل هذه الأعمال، فقال: «أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» (^٤). والأحاديث في مثل هذا المعنى كثيرة، فإذا كان النبي ﷺ يصلي ويرقد فهل يسوغ لأحد مخالفته؟ لاشك بأن هذه مبالغة ومناقب لا تعلي من قدره؛ لأن فيها مخالفة للسنة. ومن هذه المبالغات قول السبكي: «وكانت نفقته في كل سنة سبعة عشر

(^١) انظر ص ١٢٣ من هذه الرسالة. (^٢) انظر شذرات الذهب ٤/ ١٢٩، ١٣١. (^٣) طبقات الشافعية ١٣/ ٣٥١ (^٤) أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح، حديث رقم ٥٠٦٣ ومسلم في كتاب النكاح باب استحباب النكاح حديث رقم ١٤٠١.

1 / 36