Les causes et la connaissance des hommes

Ahmad ibn Hanbal d. 241 AH
46

Les causes et la connaissance des hommes

العلل ومعرفة الرجال

Chercheur

وصي الله بن محمد عباس

Maison d'édition

دار الخاني

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1422 AH

Lieu d'édition

الرياض

سنة وفي الاربعين تتناهى عزيمة الانسان، وقوته، ويتوفر عقله، ويجود رأيه. اهـ. ويبدو أن الامام أحمد لم يتصدر للتحديث والفتوى إلا بعد الاربعين، وقبله كان متفرغا للطلب والاخذ والجمع مشغولا بالرحلات الكثيرة للقي المشايخ. ذكر ابن الجوزي عن الحجاج بن الشاعر، أنه جاء إلى أحمد بن حنبل، فسأله أن يحدثه في سنة ٢٠٣ (يعني وعمره كان آنذاك ٣٩ سنة) فأبى أن يحدثه. فخرج إلى عبد الرزاق، ثم رجع في سنة أربع يعني ومائتين، وقد حدث أحمد، واستوى الناس عليه، وكان له في هذا اليوم أربعون سنة. ثناء الائمة عليه: فلما جلس للتحديث ضربت إليه أكباد الابل وشدت إليه الرحال من كل صوب للنهل من معينه الثر. وذاع في الاقطار الاسلامية المترامية الاطراق صيته، وظهر علمه وفضله على الناس من اخوانه وأصحابه حتى اعترف بفضله شيوخه، وأثنوا عليه ثناء يستحقه هذا الامام الزاهد المجاهد العابد، الفقيه. قال الشافعي ﵀: رأيت ببغداد ثلاث أعجوبات رأيت بها نبطيا يتنحى علي حتى كأنه عربي وكأنه نبطي، ورأيت أعرابيا يلحن حتى كأنه نبطي، ورأيت شابا وخطه الشيب فإذا قال: حدثنا قال الناس كلهم: صدق. قال المزني: فسألته، فقال: الاول، الزعفراني والثاني، أبو ثور الكلبي، وكان لحانا، وأما الشاب فأحمد بن حنبل.

1 / 52