ويلاحظ على هذا أمران:
١- أنَّ الذي ذكره الأزهري في تهذيب اللغة ونقله عن بعض أهل اللغة كالفراء وابن السكيت «الحولقة» وليس «الحوقلة» ١.
٢- تعليل أولوية لفظ «حوقل» على لفظ «حولق» بحجة عدم الفصل بين الحروف غير واضح، لأنَّ «حولق» ليس فيها فصل بين الحروف.
١ انظر: تهذيب اللغة (٣ / ٣٧٣)، و(١٣ /١٥٦) .
ثانيًا: معنى «لا حول ولا قوة إلاّ بالله»:
الحول: هو التحرك، يقال: حال الرجل في متن فرسه يحول حولًا وحوُولًا إذا وثب عليه، وحال الشخص إذا تحرك، وكذلك كلُّ متحول عن حاله٢.
والقوة: هي الشدّة وخلاف الضعف، يقال: قوي الرجل، كرضي، فهو قويٌّ وتَقوَّى واقتوى أي: صار ذا شدّة، وقوّاه الله أي: أعطاه القوة وهي الشدّة وعدم الضعف٣.
فمعنى لا حول ولا قوة إلاّ بالله أي: لا تحول من حال إلى حال، ولا حصول قوة للعبد على القيام بأيِّ أمر من الأمور، إلاّ بالله، أي: إلاّ بعونه وتوفيقه وتسديده، وقد ورد في بيان معنى هذه الكلمة وتوضيح المراد بها عن السلف وأهل العلم نقول عديدة من ذلك:
١- قول عبد الله بن عباس ﵄ في «لا حول ولا قوة إلاّ بالله» أي: «لا حول بنا على العمل بالطاعة إلاّ بالله، ولا قوة لنا على ترك المعصية إلاّ بالله» رواه ابن أبي حاتم٤.
٢ انظر: معجم مقاييس اللغة (٢ / ١٢١)، ومجمل اللغة (١ / ٢٥٨) كلاهما لابن فارس.
٣ انظر: معجم مقاييس اللغة (٥ /٣٦)،ومجمل اللغة (٣ / ٧٣٦)، والقاموس المحيط للفيروز ابادي (ص: ١٧١) .
٤ أورده السيوطي في الدر المنثور (٥ / ٣٩٣) .