Les arbres dans les informations des anges

Galal al-Din al-Suyuti d. 911 AH
204

Les arbres dans les informations des anges

الحبائك في أخبار الملائك

Chercheur

محمد السعيد بن بسيوني زغلول

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1405 AH

Lieu d'édition

بيروت

Genres

وقال ﵇ حكاية عن الله تعالى:) أَنا عِندَ المُنكَسِرِة قُلوبُهُم (وهذا أفضل لأنه قال في الملائكة:) إِنَّهُم عِندَ رَبِهِم (وقال في وصف المنكسرة قلوبهم:) إِنّ رَبَهُم عِندَهُم (. الحجة الثالثة: عبادات الملائكة أشق فتكون أفضل قلنا: إنها أشق لوجوه، الأول: أنهم آمنون من الآفات التي يكون البشر خائفين عليها مثل الغرق والحرق والقتل والمرض والحاجة والشقاوة والكفر والمعصية، وايضا فالسموات التي هي مساكنهم وأماكنهم كالجنان والبساتين الطيبة بالنسبة إلى الأرض وكل من كان بنعمة أكثر وخوفه أقل كان تمرد أشد، ولهذا قال تعالى: (فَإِذا رَكِبوا فَي الفُلكِ دَعُوا الله مُخلِصينَ لَهُ الدِينَ فَلَما نَجاهُم إِلى البَرِ إِذا هُم يُشرِكونَ) " العنكبوت: ٦٥ ثم إن الملائكة مع كثرة أسباب النعم والتمرد منذ خلقوا بقوا مشتغلين بالعبادة، خاشعين وجلين مشفقين لا يلتفتون إلى نعيم الجنان واللذات. بل بقوا مقبلين على الطاعات الشاقة موصوفين بالفزع الشديد وكأنه لا يقدر أحد من بني يآدم أن يتقي كذلك يوما واحدا، فضلا عن تلك الأعصار المتطاولة، ويؤكده قصة آدم ﵇، فإنه أطلق له في جميع مواضع الجنة بقوله (وَكُلا مِنها رَغَدًا حَيثُ شِئتُما) البقرة: ٣٥ ومنعه من شجرة واحدة فلم يملك نفسه حتى وقع فيها، وهذا يدل على أن طاعتهم أشق من طاعة البشر الوجه الثاني: في بيان أن طاعتهم أشق أن انتقال المكلف من نوع عباده إلى نوع آخر، كالانتقال من بستان إلى بستان، أما الإقامة على نوع واحد

1 / 213