Ghiyath des Nations

Al-Juwayni d. 478 AH
209

Ghiyath des Nations

الغياثي غياث الأمم في التياث الظلم

Chercheur

عبد العظيم الديب

Maison d'édition

مكتبة إمام الحرمين

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1401 AH

أَهْلُهُ بِالدِّفَاعِ إِلَى أَنْ يَبْلُغَ خَبَرُهُمُ الْإِمَامَ، أَوْ مَنْ يَلِيهِ مِنْ أُمَرَاءِ الْإِسْلَامِ. وَإِنْ رَأَى أَنْ يُرَتِّبَ فِي نَاحِيَةٍ جُنْدًا ضَخْمًا يَسْتَقِلُّونَ بِالدَّفْعِ لَوْ قُصِدُوا، وَيَشُنُّونَ الْغَارَاتِ عَلَى أَطْرَافِ دِيَارِ الْكُفَّارِ، فَيُقَدِّمُ مِنْ ذَلِكَ مَا يَرَاهُ الْأَصْوَبَ وَالْأَصْلَحَ، وَالْأَقْرَبَ إِلَى تَحْصِيلِ الْغَرَضِ. وَالْأَصَحُّ مُعَوَّلًا، بَعْدَ جِدِّهِ عَلَى فَضْلِ رَبِّهِ لَا عَلَى جَدِّهِ. ٣١١ - وَأَمَّا نَفْضُ أَهْلِ الْغَرَامَةِ مِنْ خِطَّةِ الْإِسْلَامِ، فَفِيهِ انْتِظَامُ الْأَحْكَامِ، وَلَا تَصْفُو نِعْمَةٌ عَنِ الْأَقْذَاءِ، مَا لَمْ يَأْمَنْ أَهْلُ الْإِقَامَةِ وَالْأَسْفَارِ مِنَ الْأَخْطَارِ وَالْأَغْرَارِ، فَإِذَا اضْطَرَبَتِ الطُّرُقُ، وَانْقَطَعَتِ الرِّفَاقُ، وَانْحَصَرَ النَّاسُ فِي الْبِلَادِ، وَظَهَرَتْ دَوَاعِي الْفَسَادِ، تَرَتَّبَ عَلَيْهِ غَلَاءُ الْأَسْعَارِ، وَخَرَابُ الدِّيَارِ، وَهَوَاجِسُ الْخُطُوبِ الْكِبَارِ، فَالْأَمْنُ وَالْعَافِيَةُ قَاعِدَتَا النِّعَمِ كُلِّهَا، وَلَا يُهْنَأُ بِشَيْءٍ مِنْهَا دُونَهَا ; فَلْيَنْتَهِضِ الْإِمَامُ لِهَذَا الْمُهِمِّ، وَلِيُوَكِّلْ بِذَلِكَ

1 / 212