105

الفوائد الذهبية من سير أعلام النبلاء جـ ٢

الفوائد الذهبية من سير أعلام النبلاء جـ ٢

Maison d'édition

دار الشريف للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

قال: فقد أخبر الله تعالى عنهم أنهم قالوا: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ﴾ [الزمر: ٣.
قلت: لما أشركوا معه غيره قالوا.
وإنما يعرف الله من قال: إنه لا شريك له وقال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ [الكافرون: ١، ٢] فلو كانوا يعبدونه ما قال: ﴿لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ إلى أن قال: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾.
فقلت: المشركون عبدة الأصنام الذي بعث النبي ﷺ إليهم عليًا ليقرأ عليهم سورة براءة.
قال: وما الأصناف؟.
قلت: الحجارة.
قال: والحجارة أتعبد؟
قلت: نعم، والعزى كانت تعبد وهي شجرة، والشعرى كانت تعبد وهي نجم.
قال: فالله يقول: ﴿أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى﴾ [يونس: ٣٥]
فكيف نقول: إنها الحجارة؟ والحجارة لا تهتدي إذا هديت، لأنها ليست من ذوات العقول.
قلت: أخبرنا الله أن الجلود تنطق وليست بذوات عقول.
قال: نسب إليها النطق مجازًا.
قلتُ: منزل القرآن يأبى ذلك.
فقال: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ﴾ [ص: ٦٥] إلى أن

1 / 106