محموله. ومن المعلوم ان متعلق العلم وهو المعلوم ، لا يكون متصفا بذلك العلم ، فكيف يقال هو حامله؟
وأما ثالثا ، فلانه تعالى قبل خلقه الاشياء انما كان عالما بها ، بالعلم الاجمالي الحاصل له من علمه بذاته الذي هو عين ذاته من غير حاجة له في ذلك الى امر مغاير لذاته.
ولا شك ان متعلق هذا العلم وهو ذاته بذاته ، كان موجودا عينيا. وأما علمه بالاشياء وهي معدومة بغير هذا الطريق ، فلا يتصور له معنى ، لانه فرع ثبوتها وتمايزها ، ولا تمايز بينها ، فكيف كان عالما بها وهي معدومة؟ والعلم بها يقتضي التمايز.
وأما رابعا ، فلان ظاهر كلامه يفيد ان الماء اول موجود عيني تعلق به علمه تعالى ، ولا كذلك هو.
أما اولا ، فلما جاء في السفر الاول من التوراة : ان الله خلق جوهرا ، فنظر اليه نظر الهيبة ، فذابت اجزاؤه فصارت ماءا ، ثم ارتفع منه بخار كالدخان ، فخلق منه السموات ، وظهر على وجه الماء زبد ، فخلق منه الارض ، ثم ارساها بالجبال. (1) وعلى هذا فذلك الجوهر اول موجود عيني تعلق به علمه تعالى.
وأما ثانيا ، فلما ورد في الخبر عن سيد البشر انه قال : اول ما خلق الله نوري. (2) وفي رواية : روحي. وفي اخرى : القلم. فكان ذلك النور او الروح او القلم او موجود عيني تعلق به تعالى ، لا هذا الماء.
وأما خامسا ، فلان الماء لو كان قد افيض عليه الروح واعطي له العلم والدين ، فاما مع كونه محلا وقابلا لذلك الفيض ، او لا معه.
فان كان الاول والمبدأ الفياض لا بخل فيه ولا منع من جانبه ، فلم اخذ منه
Page 128