والفرقُ بينَ دَلالةِ اللَّفظ والدَّلالةِ باللَّفظِ مِن وجوهٍ:
أحدُها: مِن المَحَلِّ: فمَحَلُّ الأُولى القلبُ، والثَّانيةِ: اللِّسانُ وغيرُه مِن المَخارجِ.
الثَّاني: مِن جهةِ الموصوفِ، فالأُولى: صفةُ السَّامعِ، والثَّانيةُ: صفةُ المُتكلِّمِ.
الثَّالثُ: مِن جهةِ السَّببِ، فالأُولى مُسَبَّبٌ عنها، والثَّانيةُ: سببٌ.
الرَّابعُ: مِن جهةِ الوجودِ، فكُلَّما وُجِدَتِ الأوُلى وُجِدَتِ الثَّانيةُ بلا عكسٍ.
الخامسُ: مِن جهةِ الأنواعِ، فالأُولى ثلاثةُ أنواعٍ: مطابَقةٌ، وتَضَمُّنٌ، والتزامٌ، والثَّانيةُ: نوعانِ: حقيقةٌ، ومجازٌ.
قالَ القَرَافِيُّ: والفرقُ واقعٌ بينَهما مِن خمسةَ عَشَرَ وجهًا، وذَكَرَها (^١).
(وَالمُلَازَمَةُ) الكائنةُ بينَ مدلولِ اللَّفظِ ولازمِه الخارجِ (^٢) أنواعٌ:
(١) (عَقْلِيَّةٌ): كالزَّوجيَّةِ للاثنينِ.
(٢) (وَشَرْعِيَّةٌ): كالوُجوبِ للمُكَلَّفِ.
(٣) (وَعَادِيَّةٌ): كالسَّريرِ للارتفاعِ.
(وَ) قد (تَكُونُ) المُلازمةُ:
- (قَطْعِيَّةً) كالزَّوجيَّةِ للاثنينِ أيضًا،
- (وَضَعِيفَةً جدًّا) ككَونِ عادةِ زيدٍ إذا أَتَى يَحجُبُه عمرٌو،
- (وَكُلِّيَّةً) كالزَّوجيَّةِ الملازمةِ لكلِّ عددٍ له نصفٌ صحيحٌ،
- (وَجُزْئِيَّةً) كمُلازمةِ المُؤثِّرِ للأثرِ حالَ حدوثِه.