91

Al-Budur Al-Mudiya fi Tarajem Al-Hanafiyah

البدور المضية في تراجم الحنفية

Maison d'édition

دار الصالح ومكتبة شيخ الإسلام

Édition

الثانية

Année de publication

1439 AH

Lieu d'édition

القاهرة ودكا

اعتمد عليه، حتى خش في الفراش، وصاح عدو الله، فثاب إليه ناس ممن هم على قوله، فأدخلوه منزله، وقبروه.
١١ - غزوة بني قينقاع:
ثم غزوة رسول الله ﷺ بني قينقاع يوم السبت للنصف من شوَّال على رأس عشرين شهرا من مهاجره، وكانوا قوما من يهود حلفاء العبد الله بن أبي بن سلول، وكانوا أشجع يهود، وكانوا صاغة، فوادعوا النبي ﷺ، فلما كانت وقعة بدر أظهروا البغي والحسد، ونبذوا العهد والمرة، فأنزل الله ﵎ على نبيه: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾، فقال رسول الله ﷺ: أنا أخاف بني قينقاع، فسار إليهم بهذه الآية، وكان الذي حمل لواءه يومئذ حمزة بن عبد المطلب، وكان لواء رسول الله ﷺ أبيض، ولم يكن الرايات يومئذ، واستخلف على "المدينة" لبابة بن عبد المنذر العمري، ثم سار إليهم، فحاصرَهم خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة، فكانوا أول من غدر من اليهود، وحاربوا، وتحصنوا في حصنهم، فحاصرهم أشدَّ الحصار، حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكم رسول الله ﷺ أن لرسول الله ﷺ أموالهم، وأن لهم النساء والذرية، فأمر بهم، فكتفوا، واستعمل رسول الله ﷺ على كتافهم المنذر بن قدامة السلمي من بني السلم رهط سعد بن خيثمة.
١٢ - غزوة السويق:
ثم غزوة النبي ﷺ التي تدعى غزوة السويق، خرج رسول الله ﷺ يوم الأحد لخمس خلون من ذي الحجة على رأس اثنين وعشرين شهرا من مهاجره، واستخلف على "المدينة" أبا لبابة بن

1 / 95