Al-Bid‘ah: Its Guidelines and Harmful Effects on the Ummah
البدعة ضوابطها وأثرها السيء في الأمة
Maison d'édition
الجامعة الاسلامية
Numéro d'édition
الثانية ١٤١٤ هـ
Genres
على الأخطاء لتجتنب، كما في هديه ﷺ حينما ينبه على خطأ حدث من أشخاص، حيث يقول: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، من غير ذكر لأسمائهم، ثم أذكر بعد ذلك منهج الطائفة أو الفرقة الناجة، كما وصفها رسول الله ﷺ.
ثم أبين ما علق بأذهان كثير من الشباب من إيحاء من بعض الدعاة من أن هذه الطائفة والمنتسبين إليها هم حزب من الأحزاب كغيرهم.
وهل لهذه الطائفة التي وصفها رسول الله ﷺ بالفرقة الناجية وجود في الوقت الحاضر، وهل هو محصورة في بلد معين؟، وهل لها إمام يقودها بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ؟، أو أننا الآن في الزمن الذى أشار إليه حديث حذيفة بن اليمان الذى سيأتي نصه، فنضطر إلى أن يَعَضَّ كل واحد منا على أصل شجرة حتى يأتيه الموت وهو على ذلك؟.
فنقول: إن ما حذّر منه النبي ﷺ أمّته قد حدث؛ فظهر الاختلاف كما أخبر ﷺ، فافترقت أمته إلى فرق، يكفر بعضها بعضا، أو يفسقه، أو يبدعه، وقد بدأ خط الانحراف من حين ظهور عبد الله بن سبأ اليهودي الحميري، الذي ادّعى الإسلام نفاقا، ودسّ أفكاره الملحدة في هذه الأمة فقبل تلك الأفكار البعيدة عن تعاليم الإسلام رُعَاعٌ من الناس أدّت إلى قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان ﵁.
ومن أفكاره الفاسدة: دعواه الوصية لعلي بن أبى طالب رضى الله عنه، ودعوى أن الصحابة خالفوا تلك الوصية، ثم حكم على جميع الصحابة بزعمه هذا أنهم خالفوا وصية رسول ﷺ، فكفرهم جميعا إلا ثلاثة.
وقد بين العلماء زيفه وكذبه وإلحاده وزندقته، وأنه لم تكن هناك وصية، لا لعلي ﵁ ولا لغيره، بكلام عليّ نفسه، لامجال لتفصيل ذلك هنا.
ولكن كثرت الفرق بعد ذلك وانتشرت أفكارها، وسبب ذلك ما ذكره المقريزي وغيره، قال الصفدي: "طلب المأمون من بعض ملوك النصارى، قال أظنه صاحب جزيرة قبرص، طلب منه خزانة كتب اليونان، وكانت عندهم مجموعة في بيت لا يظهر عليها أحد، فجمع الملك
1 / 27