Al-Bayan wal-Ishhar li-Kashf Zeigh al-Mulhid al-Hajj Mukhtar
البيان والإشهار لكشف زيغ الملحد الحاج مختار
Maison d'édition
دار الغرب الإسلامي
Numéro d'édition
١٤٢٢هـ
Année de publication
٢٠٠١م
Genres
إليه، والتوكل عليه، وإفراده بالاستعانة والاستغاثة فيما لا يقدر عليه سواه، وعدم الإشراك به فيما يستحقه من العبادات، كالدعاء والخوف والرجاء، والذبح والنذر ونحو ذلك من العبادات التي هي معنى شهادة أن لا إله إلا الله. وأما شهادة أن محمدًا رسول الله: فتصديقه فيما جاء به من عند الله، واتباعه فيما أمر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر. قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر، الآية: ٧] وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران، الآية: ٣١] فمن ابتغى طريقًا إلى الله غير طريقه ﷺ فإنه لم يحقق شهادة أن محمدًا رسول الله، فإن الطرق إلى الله تعالى من يوم بعثته ﷺ مسدودة إلا من طريقه، ومن طلب الهدى من غير هديه ضل سواء السبيل.
وقد كثرت الطرق المخالفة لطريقه ﷺ من أناس يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله لفظًا فقط، مع مخالفة أعمالهم لما دلت عليه هاتا الشهادتان من أفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة، وفرض الاتباع لرسول ﷺ دون غيره. فلما قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بالدعوة إلى تحقيق هذين الأصلين عارضه ورثة أبي جهل وقالوا له كما قال أسلافهم لرسول الله ﷺ: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا﴾ [ص، الآية: ٥] ورموه بالجنون والسحر ورموا أصحابه بأنهم صابئة وأنهم حثالة وغثاء. وكذلك أتباعهم على الحقيقة لهم قسط من إرثهم فسماهم هؤلاء الملاحدة خوارج ومشبهة ووهابية يميلون إلى أخبار من ادعوا النبوة وأمثال هذه المفتريات التي لا تروج إلى على كل جاهل لا يدرك الحقائق. وكيف تخفى الحقائق على من عنده أدنى اطلاع وبصيرة يفرق بهما بين الحق والباطل؟ فإن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀ قد أشهر مذهبه ودعوته التي يدعو الناس إليها في مصنفاته المطولة ورسائله المختصرة فلم يترك لمعارضيه شبهة إلا كشفها، ولا طريقًا توصل إلى الله وإلى اتباع رسوله ﷺ على بينهما وأوضحها. وقد جاهد بلسانه وقلمه وسارت الكتائب من جيوش الموحدين لجهاد المشركين والمعاندين بأمره لتكون كلمة الله هي العليا ودينه الظاهر، فقد حمى حما التوحيد لله تعالى علنًا لم يخف في الله لومة لائم.
1 / 69