Les preuves irréfutables dans l'explication de l'épurement des croyances brillantes

Jacfar Charicat Madar Astarabadi d. 1263 AH
72

Les preuves irréfutables dans l'explication de l'épurement des croyances brillantes

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

** أقول

رجحانا ناشئا من ذات الممكن غير منته إلى حد الوجوب ، حتى يجوز أن يوجد الممكن بذلك الرجحان من غير حاجة إلى غيره ، فينسد باب إثبات الصانع ؛ إذ قد بينا أن الممكن من حيث هو هو لا باعتبار وجود علته أو عدمها ، فإن وجوده وعدمه متساويان بالنسبة إليه ، وإنما يحصل الترجيح من الفاعل الخارجي ، فإذن لا يمكن أن تتصور أولوية لأحد الطرفين بالنظر إلى ذاته.

** فإن قلت

يكون مقتضيا لأولوية الوجود على العدم كما أن ذات الوجود أولى؟ فعند عدم سبب العدم يوجد الممكن من جهة تلك الأولوية الذاتية من غير حاجة إلى مؤثر موجود ، فيلزم انسداد باب إثبات الصانع.

** قلت أولا

والمراد بالتساوي بالنسبة إليها عدم اقتضاء شيء من الوجود والعدم ، لا اقتضاؤهما على وجه التساوي ، فلا يتصور أولوية مستندة إلى ذات الممكن.

وأما أولوية ذات الوجود على العدم فهي اعتبارية عقلية لا واقعية حتى تكون مقتضية لوقوعه ، مع أن الوجود حصول الماهية ، فإن كان حاصلا ومقتضيا للأولوية ، لا يتصور وجود بعده ؛ لامتناع حصول الحاصل بحصول آخر بديهة ، وإلا لا يتصور اقتضاؤه الأولوية ضرورة ، فالأولوية الذاتية منتفية بالضرورة ، فينفتح باب إثبات الصانع.

** وثانيا

إلى الوجوب ، نقول مع ذلك الرجحان : هل يجوز وقوع الطرف المقابل المرجوح أم لا؟

فعلى الثاني لم يكن ما فرضناه ممكنا ممكنا ولا الأولوية أولوية ، بل وجوبا ، وهو خلف.

Page 137