Al-Bahja Al-Wardiya

Ibn al-Wardi d. 749 AH

Al-Bahja Al-Wardiya

البهجة الوردية

Chercheur

أبو عمر هداية بن عبد العزيز

Maison d'édition

دار الضياء

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1443 AH

Lieu d'édition

الكويت

بهجة الحَاوِي

المُسَمَّى بـ «البَهْجَةِ الوَرْدِيَّة»

لِعَلَّامَةِ زَمَانِهِ وَفَرِيدِ عَصْرِهِ وَأَوَانِهِ

زَيْنِ الدِّينِ أَبِي حَفْصِ عُمَر بْنِ الوَرْدِيّ البَكْرِيّ الصِّدِّيقِيِّ الشَّافِعِيِّ

قَدَّسَ اللهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ

(ت ٧٤٩ هـ)

تَقْدِيمُ

فَضِيلَةِ الشَّيْخ

عَبْدِ العَزِيزِ الشَّهَاوِيِّ

شَيْخِ السادة الشَّافِعِيَّةِ بِالجَامِعِ الأَزْهَرِ الشَّرِيفِ

تَدْقِيقُ وَمُرَاجَعَةُ

فَضِيلَةِ الشَّيْخ

مُصْطَفَى بْنِ أَحْمَد بْنِ عَبْدِ النبي

أَبِي حمزة الشَّافِعِيِّ

تَحْقِيقُ

أَبِي عُمَرِ هِدَايَةِ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ

دَارُ الضياء

لِلنَّشْرِ وَالتَّوْزِيعِ

الكويت

1

بهجة الْحَاوِي

المُسَقَّى بِ «البَهْجَةِ الوَرْدِيَّة»

2

جَمِيعُ الحُقُوقِ مَحْفُوظَة

الطَّبْعَةُ الأُولى

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢م

بَلدُ الطِّبَاعَة: بَيْرُوت - لبنان

التَّجْلِيدُ الفَنِّي: شَرِكَةُ فُؤَادِ الْبَعِينُو لِلتَّجْلِيدِ ش.م.م. بَيْرُوت - لبنان

www.daraldeyaa.net

info@daraldeyaa.net

دَارُ الضِّيَاءِ

لِلنَّشْرِ وَالتَّوْزِيع

DAR ALDEYAA

For Printing & Publishing

Dar_aldheyaa2@yahoo.com

Abdou20201@hotmail.com

الموزعون المعتمدون

دولة الكويت

دار الضياء للنشر والتوزيع - حولي

تليفاکس: ٢٢٦٥٨١٨٠

نقال: ٥٠٤٠٩٩٢١

جمهورية مصر العربيَّة

محمول: ٠٠٢٠١٠٠٠٣٧٣٩٤٨

دار الأصالة للنشر والتوزيع - المنصورة

محمول: ٠٠٢٠١٠٩٨٣٢٥٨٣٢

المملكة العربية السعودية

مكتبة الرشد - الرياض

هاتف: ٤٩٢٥١٩٢

فاكس: ٤٩٣٧١٣٠

دار المنهاج للنشر والتوزيع - جدة

هاتف: ٤٣٢٩٣٣٢ - ٢٠٥١٥٠٠

مكتبة المتنبي - الدمام

هاتف: ٨٣٤٤٩٤٦

فاكس: ٨٤٣٢٧٩٤

برمنكهام - بريطانيا

مكتبة سفينة النجاة

هاتف: ٠٠٤٤٧٤٧٢٠٤٢٨٢٤

هاتف: ٠٠٤٤٧٤٩٥٠٧٤٠٢٥

المملكة المغربية

دار الرشاد الحديثة - الدار البيضاء

هاتف: ٠٠٢١٢٥٢٢٢٧٤٨١٧

الجمهورية التركية

مكتبة الإرشاد - إسطنبول

هاتف: ٠٢١٢٦٣٨١٦٣٣/٣٤

فاكس: ٠٢١٢٦٣٨١٧٠٠

جمهورية داغستان

مكتبة ضياء الإسلام

هاتف: ٠٠٧٩٨٨٣٠٣١١١١ - ٠٠٧٩٨٨٧٧٣٠٣٠٦

مكتبة الشام - خاسافيورت

هاتف: ٠٠٧٩٢٨٨٧٢٩٥٥٥ - ٠٠٧٩٢٨٨٦٦١٤٧٤

الجمهورية العربية السوريّة

دار الفجر - دمشق - حلبوني

هاتف: ٢٢٢٨٣١٦

فاكس: ٢٤٥٣١٩٣

الجمهورية السودانية

مكتبة الروضة الندية - الخرطوم - شارع المطار

هاتف: ٠٠٢٤٩٩٩٠٠٤٣٥٧٩

المملكة الأردنية الهاشمية

دار محمد دنديس للنشر والتوزيع - عمان

هاتف: ٠٦٤٦٥٣٣٩٠ - ٠٧٨٨٢٩١٣٣٢

دولة ليبيا

مكتبة الوحدة - طرابلس

شارع عمرو ابن العاص

هاتف: ٠٩١٣٧٠٦٩٩٩ - ٠٢١٣٣٣٨٢٣٨

لا يسمح بإعادة نشر هذا الكتاب أو أي جزء منه بأي شكل من الأشكال أو نسخه أو حفظه في أي نظام إلكتروني أو ميكانيكي يمكن من استرجاع الكتاب أو أي جزء منه، وكذلك لا يسمح بالاقتباس منه أو ترجمته إلى أي لغة أخرى دون الحصول على إذن خطي من الناشر.

3

بهجة الحَاوِي

المُسَمَّى بـ «البَهْجَةِ الوَرْدِيَّة»

لِعَلَّامَةِ زَمَانِهِ وَفَرِيدِ عَصْرِهِ وَأَوَانِهِ

زَيْنِ الدِّينِ أَبِي حَفْصِ عُمَر بْنِ الوَرْدِيّ البَكْرِيّ الصِّدِّيقِيِّ الشَّافِعِيِّ

قَدَّسَ اللهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ

(ت ٧٤٩ هـ)

تَقْدِيمُ

فَضِيلَةِ الشَّيْخ

عَبْدِ العَزِيزِ الشَّهَاوِيِّ

شَيْخِ السادة الشَّافِعِيَّةِ بِالجَامِعِ الأَزْهَرِ الشَّرِيفِ

تَدْقِيقُ وَمُرَاجَعَةُ

فَضِيلَةِ الشَّيْخ

مُصْطَفَى بْنِ أَحْمَد بْنِ عَبْدِ النبي

أَبِي حمزة الشَّافِعِيِّ

تَحْقِيقُ

أَبِي عُمَرِ هِدَايَةِ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ

دَارُ الضياء

لِلنَّشْرِ وَالتَّوْزِيعِ

الكويت

4

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

5

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تقديم

من هو لكل فضل وكمالٍ حاوي

فضيلة الشيخ/

عبد العزيز الشهاوي

شيخ السادة الشافعية بالجامع الأزهر الشريف

الحمدلله الوهاب المنان، كثير الخير والإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله الهادي إلى سبيل الرشد والأمان، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله سيد ولد عدنان

وبعدُ:

فإن كتاب (عماد الرضا في بيان آداب القضاء) لشيخ الإسلام زكرياء الأنصاري - رحمه الله - من أجل ما أُلف في هذا المجال، ومؤلفه شيخ الإسلام زكرياء الأنصاري من أعيان علماء الشافعية الأعلام، وقد اشتمل على آداب القضاء والأحكام.

وقد قام أخونا الشيخ: أبو عمر هداية، برفقة الشيخ / عمر حسام الدين ، بتحقيق هذا الكتاب والتعليق عليه بفوائد حسان.

فقرره لطالبيه ، وسهله لقاصديه ، فجزاهما الله خير الجزاء على ما بذل فيه من جهد.

5

وندعو الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياهما لصالح الأعمال ومحمود الخصال.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
كتبه شيخنا بركة الزمان وشيخ الشافعية الكرام بمصر المعمورة

سيدنا ومولانا فضيلة الشيخ العلامة

عبد العزيز أحمد الشهاوي الحسيني الشافعي

الجمعة السادس عشر من شهر ربيع الأول ١٤٤٢ هج

الموافق:٢٣ / ١٠ / ٢٠٢١ م

الجمعة السادس عشر من شهر ربيع الأول ١٤٤٢ هج

الموافق: ٢٣ /١٠ / ٢٠٢١ م

6

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تقديم الشيخ

مصطفى بن أحمد عبد النبي الشَّافعي الأشْعري

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين؛ سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحابته الأکرمین.

وبعدُ:

فإن متن البهجة للشيخ الإمام ابن الوردي - رحمه الله - من عيون المنظومات الفقهية في المذهب الشافعي، وكنتُ ممن اعتنى بها غاية العناية عملاً بنصيحة شيخي السيد الحسيب النسيب: عبد العزيز الشهاوي - حفظه الله -، ومن قبله شيخي المرحوم الشيخ: عبد الرحمن شاهين؛ إذ كان الثاني لا يقبل أن أقرأ عليه العلوم قبل قراءة القرآن عليه غيبًا، ثم حفظ متن أبي شجاع، ثم حفظ متن البهجة الوردية.

ولم يكن بين يديَّ آنذاك إلا النسخة القديمة المطبوعة في مطبعة الحلبي، وهي أمثل المطبوع مع ما فيها من بعض التحريفات، وقلة العناية بالضبط والشكل.

فلما أخبرني الشيخ: هداية عبد العزيز عن رغبته بتحقيق متن البهجة .. سعدتُ غاية السعادة، وأمددتهُ بنسخةٍ مكتوبةٍ على الوورد مشكولةٍ بالكامل؛ تسهيلاً عليه وتعجيلًا بخروج الكتاب، وتعاونًا على البر والتقوى.

7

ثم لمَّا انتهى من مطابقة هذه النسخة على ما عنده من المخطوطات النفيسة .. عرض عليَّ العمل؛ فزادت سعادتي به لما حواه من الإتقان، ثم أخذنا نسير في طريق مراجعة المتن مرةً بعد أخرى، وهي من الصعوبة بمكانٍ؛ إذ من يحفظ شيئًا يعسر عليه عادةً رؤية ما في المكتوب من خطأٍ؛ فالحافظ لا يقرأ بعينه كما يقرأ بعقله، ثم بعد ذلك .. روجعت المواضع المشكلة في المتن على نسخة الغرر البهية شرح البهجة الوردية.

ثم ضاق وقتي عن مسايرة هذا الشاب المجدِّ .. فأحلته على أحد طلابي النجباء ، وهو الدكتور / محمود شلبي السكندري - حفظه الله تعالى -، وهو ممن حفظ البهجة وأتقنها وجوَّدها على الفقير؛ فقام بما ينبغي على أتم وجه وأكمله، فأعاد مراجعة المتن، ثم قام بتمييز زيادات المتن على الحاوي الصغير (أصل البهجة)، ثم عرض الأخوان الكريمان العملَ عليَّ .. فقلتُ: لو أردتُ أن أقوم بمثل هذا وحدي لعجزت عن ذلك ؛ فجزاكما الله كل خير.

وإني أسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتِ الشيخ: هداية عبد العزيز، وأن يجزيه خير الجزاء على ما عمل ؛ فلقد بذل جهدًا كبيرًا في تصحيح المتن؛ فجاء على وجهٍ يسرُّ الحبيب ويسوء العدو، والحمد لله رب العالمين.

کتبه الفقير إلى ربه تعالى

مصطفى بن أحمَد عبد النبي الشّافعي الأشْعري

8

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي جعل التفقه في الدين بهجة من الخير يناله من أراد من عباده وصلى الله وسلم على نبينا ومعلمنا الحاوي لكل خير سيدنا محمد الذي جُعل اتباعه سبيل الفلاح والنجاح.

وبعد:

فقد انعقدت كلمة الأكابر والأفاضل على أن الإمام ابن الوردي أحد العلماء المُبَرَّزِينَ في وقته، الداعي إلى الله بحاله قبل مقاله، المناضل عن هذا الدين الحنيف بقلمه ولسانه.

وهو الفقيه، الجامع لأشتات العلوم بلا مدافع، قُصد من الأطراف البعيدة وطُلب، نسيج وحده ووحيد عصره، سيد أقرانه وصاحب أوانه، من لا يُساوى في مکانه، ولا يُعالى في مرتبته في وقته وحينه.

واتفق العلماء على أن منظومته المسماة بـ(البهجة الوردية) أعظم منظومة ألفت في المذهب؛ بل في الفقه أجمع، جمع فيها بين البراعة وحسن السبك والنظم؛ فنظمُها أحلى من السكر المكرر، وأغلى قيمة من الجوهر.

ولما لهذا النظم من الشهرة الشهيرة والمكانة العلية بين العلماء عامة والشافعيين خاصة، رأيت أن أخدم هذا السفر الجليل والكتاب النفيس؛ بتحقيقه ونشره، وتقديمه إلى العالم الإسلامي بعناية تليق به، تكون أقرب إلى ما أراده المؤلف - رحمه الله ورضي عنه -، في حُلّة بهية تلاقي مقام الكتاب ومؤلفه،

9

وتُحلُّه المنزلة اللائقة به من نفوس أهل العلم.

وأرجو أن أكون قد وُفِّقت إلى ما قصدتُ بفضل الله تعالى وعونه.

وعلى الله الكريم اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي، وأسأله النفع به لي ولسائر المسلمين، ورضوانَه عني وعن أحبائي وجميع المؤمنين.

10

ترجمة الإمام ابن الوردي رحمه الله(١)

اسمه ونسبه:

هو الإمام العالم، الفقيه النبيه، الأديب الشاعر، القاضي المؤرخ، النحوي اللغوي، الشافعي مذهبًا، المعري بلدًا، البكري نسبًا، الشهير بابن الوردي، زين الدين، أبو حفص، عمر بن المظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس بن علي بن أحمد بن عمر بن قطامي بن سعيد بن القاسم بن النصر بن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -.

ولد في معرة النعمان سنة (٦٩١هـ).

حياته العلمية والعملية:

تفنن ابن الوردي في العلوم، وأجاد في المنثور والمنظوم، فتلقى علومه عن جملة من العلماء في أماكن متعددة؛ فأخذ عن الشيخ الزاهد عبس السرحاوي العليمي بقرية قرب المعرة يقال لها: سرحة، وعن الشيخ شرف الدين البارزي بحَماه، كما ذكر المؤلف في ((تاريخه)) (٤٥٧/٢) حيث قال: ((وفي سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة في ذي القعدة توفي شيخي المحسن إلي، ومعلمي المتفضل علي))، ثم ذكر أنه أجازه بطريقين في أخذ المذهب الشافعي، كما أخذ عن فخر

(١) انظر ترجمته في (أعيان العصر) (٦٧٧/٣)، و(فوات الوفيات) (١٥٧/٣)، و(طبقات الشافعية الكبرى) (٣٧٣/١٠)، و(السلوك) (ق٣/ج٧٩٥/٢)، و(الدرر الكامنة) (١٩٥/٣)، و(النجوم الزاهرة) (٢٤/١٠)، و(المنهل الصافي) (٣٣١/٨)، و(الدليل الشافي) (٥٠٧/١)، و(بغية الوعاة) (٢٦٦/٢)، و(شذرات الذهب) (٢٧٥/٨)، و(البدر الطالع) (ص٥١٥).

11

الدين الطائي الشهير بابن خطيب جبرين، وصدر الدين العثماني بحلب، وعن الشيخ شهاب الدين الحنبلي بالقدس، واجتمع بالشيخ تقي الدين ابن تيمية بدمشق، وبحث معه في التفسير والفقه والنحو، فأعجبه كلامه، وقبَّلَ وجهَه، يقول ابن الوردي: ((وإني لأرجو بركة ذلك)).

أما عن حياته العملية: فكان ينوب في الحكم في كثير من معاملات حلب، ثم وَلِيَ قضاءَ مَنْبج، لكن الَّذِي يقرأ شِعرَه يجده دائم الشكوى من زمانه، كثير العتب على قضاته، له مع ابن الزملكاني معاتبة في قصيدة مشهورة، ثم رام العود إلى حلب، لكن تعذر عليه ذلك، فلما مات ابن الزملكاني تعين مكانه فخر الدين البارزي، وكان هذا شيخَ ابن الوردي، فعيَّنَه قاضيًا في شَيْزَر، ولم يزل قاضيًا عليها حتى توفي البارزي، ثم سكن حلب آخِرَ حياته، واستوطنها إلى أن مات بها.

هذا ولا بد من الإشارة إلى الإنجاز الَّذِي أسسه في بلدته المعرة، وهو بناء المدرسة الشافعية والجامع الكبير، فكان على مثال الجامع الأعظم في حلب.

شيوخه:

تتلمذ الإمام ابن الوردي على كبار علماء عصره، ونهل من معينهم، وفيما يلي نذکر أبرز شيوخه، مرتبين على تاريخ وفياتهم:

  • الإمام عيسى بن عيسى بن علي السرحاوي العليمي الدمشقي المتوفى سنة (٧٠٧هـ).

  • الإمام صدر الدين محمد بن عمر بن مكي الشهير بابن المرحل المتوفى سنة (٧١٦هـ).

  • الإمام شهاب الدين أحمد بن محمد بن جبارة المرداوي المتوفى سنة (٧٢٨هـ).

12

- الإمام شرف الدين أبو القاسم هبة الله بن عبد الرحيم البارزي المتوفى سنة (٧٣٨هـ).

- الإمام فخر الدين عثمان بن علي بن عثمان الطائي الحلبي الشهير بابن خطيب جبرين المتوفى سنة (٧٣٩هـ).

تلاميذه:

أخذ عن ابن الوردي جماعة من العلماء، نذكر أبرزهم فيما يلي:

- الشيخ كمال الدين إبراهيم بن عمر بن أحمد الحلبوني الحلبي المتوفى سنة (٧٣٣هـ).
- ابنه الشيخ شرف الدين أبو بكر بن عمر بن المظفر المعري ثم الحلبي المتوفى سنة (٧٨٧هـ).
- الشيخ بدر الدين خليل بن محمد بن سليمان الحلبي المتوفى سنة (٧٩٨هـ).
- الشيخ أبو اليسر محيي الدين أحمد بن عبد الله بن محمد الدمشقي المتوفى سنة (٨٠٧هـ).
- الشيخ شمس الدين المزين محمد بن إبراهيم بن بركة العبدلي الدمشقي المتوفى سنة (٨١١هـ).

ثناء العلماء عليه:

قال الإمام الصفدي - رحمه الله - في (أعيان العصر) (٦٧٧/٣): ((أحد فضلاء العصر وفقهائه، وأدبائه وشعرائه، تفنن في علومه، وأجاد في منثوره ومنظومه، شعره أسحر من عيون الغيد، وأبهى من الوجنات ذات التوريد، قام بفن التورية فجاءت معه قاعدة، وخطها في الطروس وهي فوق النجوم صاعدة)).

13

وقال الإمام ابن شاكر - رحمه الله - في (فوات الوفيات) (١٥٧/٣): ((تفنن في العلوم، وأجاد في المنثور والمنظوم، نظمه جيد إلى غاية، وفضله بلغ النهاية)).

وقال الإمام السبكي - رحمه الله - في (طبقات الشافعية الكبرى) (٣٧٤/١٠): ((ومن تصانيفه: نظم الحاوي، وهو حسن جدا، وله فوائد فقهية منظومة، وأرجوزة في تعبير المنامات، واختصار ملحة الإعراب، وغير ذلك، وشعره أحلى من السكر المكرر وأغلى قيمة من الجوهر)).

وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في (الدرر الكامنة) (١٩٥/٣): ((ونظم (البهجة الوردية) في خمسة آلاف بيت وثلاثة وستين بيتًا، أتى على (الحاوي الصغير) بغالب ألفاظه، وأقسم بالله؛ لم ينظم أحد بعده الفقه إلا وقصر دونه)).

وقال الإمام ابن العماد - رحمه الله - في (شذرات الذهب) (٢٥٧/٨): ((كان إمامًا بارعًا في اللغة والفقه، والنحو والأدب، مفنًا في العلم، ونظمه في الذروة العليا، والطبقة القصوى)).

مؤلفاته:

صنف الإمام ابن الوردي تصانيف نافعة، وتنوعت في عدة فنون، وفيما يلي سردها مرتبة على حروف المعجم:

_ (أبكار الأفكار في مشكل الأخبار) في الشعر والأدب.

_ (أحوال القيامة) مستخلص من كتابه (خريدة العجائب) الآتي ذكره.

_ (بهجة الحاوي) المعروف بـ(البهجة الوردية) منظومة في الفقه الشافعي، وهو كتابنا هذا.

14

- (تتمة المختصر في أخبار البشر) المعروف بـ(تاريخ ابن الوردي) في التاريخ.

- (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة) نثر في (ألفية ابن مالك) في النحو.

- (تذكرة الغريب) منظومة في النحو.

- (خريدة العجائب وفريدة الغرائب) في ذكر الأقاليم والبلدان والمعادن والنبات والحيوان.

- (الدراري السارية في مئة جارية) أو (الكواكب السارية).

- (ديوان شعر).

- (الرسائل المهذبة في المسائل الملقبة) في الفرائض.

- (رسالة السيف والقلم) في الأدب.

- (شرح تذكرة الغريب) وهو شرح لمنظومته (تذكرة الغريب) في النحو.

- (شرح اللباب في علم الإعراب) وهو شرح لمنظومته (اللباب في علم الإعراب).

- (الشهاب الثاقب) في التصوف.

- (صفو الرحيق في وصف الحريق) وهي (المقامة الدمشقية) في وصف حریق وقع بدمشق سنة (٧٤٠هـ).

- (ضوء درة الأحلام في تعبير المنام) المعروف بـ(الألفية الوردية) منظومة في تعبير الرؤيا.

- (ضوء الدرة) وهو شرح لـ(ألفية ابن معط) في النحو.

15

_ (الكلام على مئة غلام).

_ (اللباب في علم الإعراب) منظومة في الإعراب.

_ (مختصر ألفية ابن مالك) أرجوزة اختصر فيها (ألفية ابن مالك) في خمسين ومئة بيت.

_ (مختصر ملحة الإعراب) في النحو.

_ (المقامات الوردية) في الأدب.

_ (الملقبات الوردية) منظومة في الفرائض.

_ (منطق الطير بإرادة الخير) نظم ونثر في التصوف.

_ (نصيحة الإخوان) المعروفة بـ(لامية ابن الوردي).

وفاته:

في آخر أيامه سكن حلب، وذلك بعد استعفائه من منصب القضاء، قال الإمام الصفدي - رحمه الله - في (أعيان العصر) (٦٧٨/٣): ((فأرصد نفسه للإفادة، وتلفع برداء الزهادة، واختص بسيادة العلم وهي السيادة، وتخرج به جماعة وتنبهوا، وحاكوا طريقه وتشبهوا، إلى أن افترس الورديَّ وَرْدُ المنية، وأصبح في حفرة القبر من وراء الثنية، وتوفي - رحمه الله - في سابع عشري ذي الحجة سنة تسع وأربعين وسبعمائة في طاعون حلب)).

ثم قال: ((وقلتُ أنا فيه لمَّا بَلَغَتْنِي وفاتُه:

لئن ذوى الوردي في هذه الـ دنيا لقد أينع في الخُلدِ

16

إنما أوحش ربع النهى * والفضل في نقص وفي ردِّ

والعلمُ روضٌ ماله رونقٌ * لأنه خالٍ من الوردِي
ثم قال:
أيا عُمَر الوقت أنت الذي * كراماتُه في الورى ساريَهْ
ويا بحرَ علمٍ طمى لجه * فكم جاءنا عنه من راويةْ
ويا فاضلًا أصبحتَ روضة الـ ـ علوم بتحقيقه زاهية
لك الخط كم فيه من نقطة * لها الحظ بالقلب في زاوية
تقدمت في النظم مَنْ قد مضى * لأنك في الذروة العالية
ونظمت في مذهب الشافعي * كتابًا غَدَا حاويًا حاوية
وزدت مسائله جملة * بتحقيق مذهبه وافيه
رحمه الله رحمة الأبرار، ونفعنا بعلومه، وأفاض علينا من بركاته. آمين.
والحمد لله رب العالمين

17

وصف النسخ الخطية

قد وقفت - بفضل الله ومنه - على أكثر من عشرين نسخة خطية للبهجة الوردية، وقد انتقيت منهنَّ ست نسخ هنَّ أفضلُهنَّ، وما تتمايز به تلك النسخ هو ما عليها من بلاغات ومقابلات وتصحيحات، وقرب نسخها من المؤلف - رحمه الله -، وتفصيلهنَّ على النحو التالي:

* النسخة الأولى: وهي نسخة محفوظة في دار الكتب الظاهرية برقم (٢٢٥١)، وهي نسخة نفيسة مصححة ومقابلة على نسخة قوبلت على نسخة المؤلف - رحمه الله -، وعلى هوامشها شروح وتعليقات، وتلك النسخة هي الأصل الذي اعتمدنا عليه في تحقيق الكتاب.

عدد الأوراق: ١٥٨ ورقة، كل ورقة وجهان.

عدد الأسطر: ١٧ سطرًا.

اسم الناسخ: عمر بن محمد البيري(١).

سنة النسخ: نُسخت في شهر محرم سنة ست وثلاثين وثمانمائة، وقد سمعها جميعًا وصححها الإمام عمر بن محمد بن تغلب البيري الحلبي الشافعي من أولها إلى آخرها على الإمام ابن الوردي.

** النسخة الثانية: وهي نسخة محفوظة في مكتبة مجلس الشورى بإيران برقم

(١) هو: عمر بن محمد بن تغلب بن علي بن محمود الزين أبو حفص الزهري القيمري البيري الحلبي الشافعي الحكيم، له عناية بالأدب، ونظم قصيدة في علم العروض، وقد كتب عنه العز بن فهد، ينظر: الضوء اللامع، للسخاوي (١١٨/٦).

18

(٧٨٧٣٣)، وهي نسخة نفيسة مقابلة على نسخة قرئت على المصنف - رحمه الله -، وهذه النسخة قسمها ناسخها - رحمه الله - إلى أجزاء، وقد رمزت لها بحرف (ش).

عدد الأوراق: ٢٢٩ ورقة، كل ورقة وجهان.

عدد الأسطر: ١٢ سطرًا.

اسم الناسخ: محمد بن أحمد بن سليمان، المعروف بابن خطيب داريا(١).

سنة النسخ: آخر يوم الأربعاء العاشر من شهر شوال سنة ثمان وستين وسبعمائة، وهي مقابلة على نسخة قرئت على المصنف مع الشيخ شمس الدين الطرابلسي - رحمه الله - وقد قرأها الشمس على مؤلفها - رحمه الله -.

النسخة الثالثة: وهي نسخة محفوظة في مكتبة المسجد الأقصى برقم (٣٧٦)، وهي نسخة نفيسة، جيدة، وقد رمزت لها بحرف (ق).

عدد الأوراق: ١٨٠ ورقة، كل ورقة وجهان.

عدد الأسطر: ١٥ سطرًا.

اسم الناسخ: أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الحفصي.

سنة النسخ: فَرغ من نسخها يوم الخميس التاسع عشر من شهر رمضان المعظم، من شهور سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.

النسخة الرابعة: هي نسخة محفوظة في مكتبة الأزهر الشريف برقم

(١) هو: الإمام محمد بن أحمد بن سليمان بن يعقوب الدمشقي الشافعي، المعروف بابن خطيب داريا، اشتغل بالفقه والعربية وفنون الأدب وغيرها من العلوم العقلية، وعرف بوفور الذكاء وصحة التصور حتى قيل إنه لفرط ذكائه كان يقتدر على تصوير الباطل حقًا وعكسه، وكان له عناية بالشعر حتى صار شاعر الشام في وقته، وله مؤلفات كثيرة، ينظر: الضوء اللامع، للسخاوي (٣١٠/٦).

19