Al-Athar Al-Thameen Fi Nusrat Aisha Umm Al-Mu'mineen

Ahmad Mahmoud Al-Shawabkeh d. Unknown
93

Al-Athar Al-Thameen Fi Nusrat Aisha Umm Al-Mu'mineen

الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين

Maison d'édition

دار الفاروق للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م

Lieu d'édition

عمان

Genres

الأسماع، وعليه جفوة أشدُّ مِنْ جَفْوةِ الجاهليَّة. أمَّا مارية أمّ ولد رسول الله ﷺ فلا تُتَّهم بشيء، والنَّبيُّ ﷺ تزوَّجها في السَّنة السَّابعة من الهجرة، وحديث الإفك كان في السَّنة الخامسة من الهجرة، فكيف تنزل الآيات فيها، وهي مقيمة على دين قومها، ولا علم له ﷺ ولا علم لعائشة ﵂ بها؟! فما ذاك إلَّا من التَّجنِّي. أيضًا الَّذين جاؤوا بالإفك جماعة، فألفاظ القرآن تدلُّ على ذلك، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾، وقال تعالى: ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ﴾. أيضًا القاذف رجل وليس امرأة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١١)﴾ [النّور]. وقد نقل ابن الجوزيّ إجماع أهل السُّنَّة على أنَّها نزلت في براءة عائشة ﵂، قال: "أجمع المفسرون أن هذه الآية وما يتعلق بها بعدها نزلت في قصة عائشة ﵂، وفي حديث الإفك أن هذه الآية إلى عشر آيات نزلت في قصَّة عائشة " (^١). ونقل ابن أبي الحديد التَّواتر على أنَّها نزلت في عائشة ﵂، قال:"وجَحْدهم لإنزالِ ذلك في عائشة جَحْدٌ لما يُعْلَمُ ضرورة من الأخبار المتواترة" (^٢). فإيَّاك أنْ تعود لمثل كلام ابن أبيّ بعد نزول القرآن صريحًا في بَراءة عائشة

(^١) ابن الجوزيّ "زاد المسير" (م ٥/ص ٣٤٧). (^٢) ابن أبي الحديد "شرح نهج البلاغة" (م ٤/ص ٣٠١).

1 / 93