Al-Athar Al-Thameen Fi Nusrat Aisha Umm Al-Mu'mineen

Ahmad Mahmoud Al-Shawabkeh d. Unknown
81

Al-Athar Al-Thameen Fi Nusrat Aisha Umm Al-Mu'mineen

الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين

Maison d'édition

دار الفاروق للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م

Lieu d'édition

عمان

Genres

كالسَّمِّ النّاقِع، ومن الخَلْق خَلْق هان عليهم أمر الله تعالى ونهيه ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (٦٧)﴾ [الزّمر]، ومنهم مَنْ لم يعرف فضل النَّبيِّ ﷺ وصحبه ﵃، فكيف لهم أن يعرفوا فضلك، أو أن ينزلوك منزلتك؟! وهذا الأذى والبلاء الَّذي لحق بطيِّبة طَابَة عائشة ﵂ تكاد تذوب منه القلوب، وتذهل له العقول، فكيف بمن تجرَّعه أَنْفَاسًا، وشَرِبَه عَلَلًا بَعْدَ نَهَلٍ؟! قال ابن القيّم ﵀:"واتَّفقت الأمَّة على كفر قاذفها" (^١). قلت: ذلك لأنَّ الطَّعن بأمِّ المؤمنين ﵂ بعد أن برَّأها الله تعالى في كتابه فيه تكذيب صريح لكلام الله تعالى الَّذي برَّأها، وفيه أذىً للرَّسول ﷺ، بدليل قوله ﷺ: "مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي؟! "وأذيَّة الرَّسول ﷺ حرام بالاتِّفاق. كذلك فيه تنقُّص للرَّسول ﷺ؛ لقوله تعالى: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ (٢٦)﴾ [النُّور] وما كان الله تعالى ليجعلها زوجة النَّبيِّ ﷺ لولا أنَّها مبرّأة وطيِّبة من سلالة طيِّب، كما قال تعالى: ﴿وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ (٢٦)﴾ [النُّور] فقد كانت أحبَّ أزواج رسول الله ﷺ إليه، وما كان رسول الله ﷺ أن يحبَّ إلَّا طيّبًا. وبالجملة، الوَقِيعَة في عائشة ﵂ فيها أذىً لله تعالى وللرَّسول ﷺ، وفيها أذى للمؤمنين والمؤمنات، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ

(^١) ابن القيّم "زاد المعاد" (م ١/ص ١٠٣).

1 / 81