Le Trône et ce qui a été raconté à son sujet

Mohammed ibn Abi Shaybah d. 297 AH
160

Le Trône et ce qui a été raconté à son sujet

العرش وما روي فيه

Chercheur

محمد بن خليفة بن علي التميمي

Maison d'édition

مكتبة الرشد

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1418 AH

Lieu d'édition

الرياض

وأما الحالة الخلقية فقد كانت مزيجا من الفساد والصلاح، كما كانت مزيجا من الهدى والضلال، فتجد إلى جانب الإسراف والمجون الفاجر، الورع النادر، والزهد، والتقوى، والصلاح، والاستقامة، وهذا التغاير أمر طبيعي، نظرا لاتساع رقعة الخلافة واختلاف الملل والنحل، وتقاعس الخلفاء عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كثير من الأحيان١. وقد عاش المؤلف- ﵀ في هذه البيئة فلم يظهر تأثره بها، ولا بالتيارات المختلفة على الرغم من أنه كان في بغداد عاصمة الخلافة، وقد كان في ذلك شأنه شأن العلماء الأجلاء الذين عاشوا في هذا العصر. ثالثا: الحالة الثقافية والعلمية: على الرغم من مظاهر الضعف والتدهور وعدم الاستقرار السياسي الذي انتاب دولة الخلافة العباسية في ذلك العصر، إلا أن الحالة الثقافية كانت على حالة مغايرة تماما، فقد تميز هذا العصر بنهضة علمية وفكرية قوية، إذ عاش فيها جل المحدثين، والفقهاء، وعلماء اللغة، والمؤرخين، وغيرهم، وباستعراض سريع لبعض علماء كل علم من هذه العلوم نرى كيف أن هذه الفترة قد حوت علماء مبرزين قل أن يوجد مثلهم في زمن مشابه. فمن المحدثين: شيخ المحدثين الإمام محمد بن إسماعيل البخاري

١ "العصر العباسي الثاني": ص ١٠٦- ١١٢.

1 / 199