الأنوار الكاشفة لما في كتاب «أضواء على السنة» - ط السلفية

Abd al-Rahman al-Mu'allimi al-Yamani d. 1386 AH
146

الأنوار الكاشفة لما في كتاب «أضواء على السنة» - ط السلفية

الأنوار الكاشفة لما في كتاب «أضواء على السنة» - ط السلفية

Maison d'édition

المطبعة السلفية ومكتبتها / عالم الكتب

Lieu d'édition

بيروت

Genres

ألزم رسول الله ﷺ على ملء بطني وكان المهاجرون يشغلهم الصفق والأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم ...» ولفظ البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام - باب الحجة على من قال إن أحكام النبي ﷺ كانت ظاهرة الخ «حدثنا علي حدثنا سفيان عن الزهري أنه سمع من الأعرج يقول: أخبرني أبو هريرة قال: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ﷺ والله الموعد، إني كنت امرءا مسكينًا ألزم رسول الله ﷺ الخ» وأخرجه البخاري في مواضع أخرى من وجوه أخرى عن الزهري وفيه «ألزم»، وفي موضع «أن أبا هريرة كان يلزم» فأبو هريرة لم يتكلم عن إسلامه ولا هجرته ولا صحبته المشتركة بينه وبين غيره من الصحابة وإنما تكلم عن مزيته وهي لزومه للنبي ﷺ دونهم، ولم يعلل هذه المزية بزيادة محبته أو زيادة رغبته في الخير أو العلم أو نحو ذلك مما يجعل له فضيلة على إخوانه، وإنما عللها على أسلوبه في التواضع بقول «على ملء بطني» فإنه جعل المزية لهم عليهم بأنهم أقوياء يسمعون في معاشهم وهو مسكين، نوهذا والله أدب بالغ تخضع له الأعناق، ولكن أبا رية يهتبل تواضع أبي هريرة ويبدل الكلمة ويحرف المعنى ويركب العنوان على تحريفه ويحاول صرف الناظر عن التحرى والتثبت بذكره رواية مسلم ليوهم أنه قد تحرى الدقة الباطنة، ويبنى على صنيعه تلك الدعوى الفاجرة (١)، وقد تقدم أن أبا هريرة أسلم في بلاده قبل الهجرة: لماذا؟ ثم ترك وطنه للهجرة مؤجرًا نفسه في طريقه على طمعته وعقبته، لماذا؟ ولما شاهد النبي ﷺ وجاء غلامه الذي كان أبق منه أعتقه، لماذا؟ وتقدم ص١٠٠ شهادة النبي ﷺ بأنه أحرص الصحابة على معرفة حديثه، لماذا؟ قال ابن كثير «وقال سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة: إن النبي ﷺ إن النبي ﷺ قال له: ألا تسألني من هذه الغنائم التي سألني أصحابك؟ / قال فقلت: أسألك أن تعلمني

(١) وقد قال أبو رية في حاشية ص٣٩ لعنة الله على الكاذبين متعمدين وغير متعمدين

1 / 147