الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة

Abd al-Rahman al-Dawsari d. 1399 AH
65

الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة

الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة

Maison d'édition

مكتبة دار الأرقم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

الاستشفاع به على الله كما أورده ابن اسحق في قصة الاستسقاء بما معناه (إنه لا يستشفع على الله بأحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، الله فوق عرشه على سماوات، ولعرشه منه أطيط كأطيط الرحل بالراكب) . فإذا سألت الله أن يجعلك من شفعاء محمد ﵊ فإنك بذلك تضرعت إلى الله أن يجعلك في ضمن الحد الذي يأذن الله له بالشفاعة فيهم. أما أن تسأله إياها رأسًا فكأنك تريد المحاباة دون غيرك، وتريد منه هو أن يطمع في ذلك أيضًا، وهو مكرم عن ذلك، فهذه خطيئتان يزيدان شناعة في الأمر الثاني. وهو افتياتك عليه ﷺ فأنك طمعت في ما لا يتصور أن يطمع فيه عاقل مقدرًا لله ورسوله حق قدرهما. لأن الشفاعة لا يتحقق طلبها ويصح رجاؤها إلا بعد تبين الأمر للشافع وموافقته على الشفاعة ورضائه بها، وهناك يصح رجاؤها والتعلق بها بإذن الله، مع الإنابة من الإنسان المذنب النافية للإصرار. ولا يصح لك أن تقول (فلان) شفيعي قبل أن يعلم ويتبين حالك وملابساتك وصحة نيتك وصدق عزيمتك على الإقلاع عن الذنب، وهذا شيء لا يعلمه إلا علام الغيوب جل وعلا. وهو فاتح بابه للتوبة بلا شفيع، ويفرح بتوبة عبده أشد من فرحة الواجد لراحلته الضائعة في مفازة - كما أخبر بذلك الصادق المصدوق ﷺ فإذا أبيت إلا أن تجعل بينك وبينه وسيط وشفيع فما قدرته حق قدره ولا أيقنت بسعة رحمته للمؤمنين، بل طلبت من النبي

1 / 69