180

الأحكام لعبد الملك بن حبيب

الأحكام لعبد الملك بن حبيب

Enquêteur

الدكتور أحمد بن عبد الكريم نجيب

Maison d'édition

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ هـ

Lieu d'édition

دولة قطر

Genres

وحدثني مطرف والأوسي عن ابن أبي الموالي، عن عبد الله بن الحسن، قال: كنت عند عمر بن عبدالعزيز، فأتي برجل قد جلده عبد الله بن سعد الأيلي - صاحب شرطة عمر - فقال عمر: ويلك! ما لهذا الرجل يا بن سعد؟ قال: قتل إنسانًا، فقال عمر: «سبحان الله».
قال المطلب بن عبد الله: «سبحان الله» ليس هذا على الناس أن يؤخذوا بما قالوا عند الابتلاء.
فأقبل عمر على الرجل، فقال له «ويحك! أقتلت هذا الرجل؟» قال: لا، والله ما قتلته، ولا وجدوني حيث قتل؛ قتل الرجل بثنية البول، ووجدني هذا بالزغابة، فعذبني وبلغ مني ما ترى، فلما رأيت ذلك قلت: نعم، ليريحني بالقتل، والله أعلم ما كنت له بسبيل.
فخلى عمر سبيله، ثم أقبل عمر على القوم، فقال: إن أحق الناس ألا يعمل بهذا لأنا، أخبرني أبي أن ناسًا من أهل مضر استعدوه على رجل كان يدخل على نسيبة لهم، وقالوا: غلبنا عليها، فقال لهم عبدالعزيز: «قد أهدرت لكم دمه إن دخل عليها»، فمكث ما شاء الله، ثم إنهم فقدوا المرأة من بيتها، فجاء أصحابها الذين كانوا استعدوا على الرجل إلى عبدالعزيز، فقالوا: أصلحك الله! إن الرجل الذي كنا استعديناك عليه عدا على صاحبتنا فقتلها، فدعاه عبدالعزيز، فسأله، فقال: ما لي والله بشيء من شأنها علم، ولا قربتها منذ نهيتني عنها، فقال صاحب الشرطة خل بيني وبينه أخبرك خبرها، قال: «فشأنك به»، فخرج الرجل من عنده، فعذبه فاعترف أنه قتلها، فجاء به إلى عبدالعزيز، فقال: نعم، فقال: «أبعدك الله!»، وأمر به أن يصلب، فخرجوا به من عنده ليصلبوه، فلما هيأوا خشبة إذا برجل يليح بثوبه فانتظروه، فلما أتاهم قال: هذه المرأة التي تريدون أن تقتلوا

1 / 230