30

Al-Adhwa' wa al-Shu'a'a 'ala Kitab al-Iqna'

الأضواء والشعاع على كتاب الإقناع

Maison d'édition

دار خضر

Édition

الأولى

Année de publication

1419 AH

Lieu d'édition

مكة المكرمة

بين الغث والسمين وكيف يظن بمثل موفق الدين عبد الله بن قدامة المقدسي (ت ٦٢٠ هـ)، وشيخ الإسلام المجد ابن تيمية (ت ٦٥٢ هـ) وحفيده الإمام تقي الدين أحمد عبد الحليم ابن عبد السلام بن تيمية (ت ٧٢٨ هـ)، والمحقق شمس الدين محمد بن القيم (ت ٧٥١ هـ) وغيرهم أنهم مقلدون في الفروع وكتبهم الممتلئة بالأدلة طبقت الآفاق ومدارکهم ومسالکهم سارت بمدحها الركبان، وكتبهم ملأت قلب كل منصف من الإيمان والإيقان فتنبه أيها الألمعي ولا تكن من المقلدين الغافلين. وهنا نذكر أصول مذهبه في استنباط الفروع وبيان طريقته في ذلك. أما طريقة الإمام أحمد بن محمد بن حنبل (ت ٢٤١ هـ) في الأصول الفقهية فقد كانت طريقة الصحابة والتابعين لهم بإحسان لا يتعدى طريقتهم ولا يتجاوزها إلى غيرها كما هي عادته في مسالكه في التوحيد والفتيا في الفقه وفي جميع حركاته وسكناته وكما تقدم لك آنفاً ما كان عليه من الاعتقاد والعلم والفهم، كما سنبينه في مسالكه في الاجتهاد وحيث علمت ذلك بما تقدم في ((إعلام الموقعين)) أن فتواه رضي الله عنه كانت مبنية على خمسة أصول: وهي الأساس في بيان طريقة أصحاب أحمد في فهم كلام الإمام أحمد وطريقة تصرفهم في الروايات عنه فقد علمت أن فتاوى الإمام أحمد كانت هي وفتاوى الصحابة وكأنها تخرج من مشكاة واحدة حتى أن الصحابة إذا اختلفوا في قولين جاء عنه في المسألة روايتان ولا يخفاك أن أصحاب أحمد أخذوا مذهبه من أقواله وأفعاله وأجوبته، فكانوا إذا وجدوا عن الإمام في مسألة قولين: عدلوا أولاً إلى الجمع بينهما في طريقة من طرق الأصول. إما

30