الأذكار للنووي ت الأرنؤوط
الأذكار للنووي ت الأرنؤوط
Chercheur
عبد القادر الأرنؤوط ﵀
Maison d'édition
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
Lieu d'édition
بيروت - لبنان
Genres
بالقويّ (١)، وقد قدّمنا في الفصول أن الفضائل يُعمل فيها بالضعيف (٢) .
قال أصحابنا: ويستحبّ هذا الذكر سواء كان في البنيان أو في الصحراء، قال أصحابنا ﵏: يُستحبّ أن يقول أوّلًا: " بسم الله " ثم يقول: " اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ من الخُبْثِ والخَبائِثِ ".
٦٨ - وروينا عن ابن عمر ﵄ قال: كان رسول الله ﷺ إذا دخل الخَلاء قال: " اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجس النَّجِسِ الخَبِيثِ المُخْبِثِ: الشَّيْطانِ الرجِيمِ " رواه ابن السني، ورواه الطبراني في كتاب الدعاء (١) .
(بابُ النّهي عن الذِّكْرِ والكَلامِ على الخَلاَء)
يكره الذكر والكلام حال قضاء الحاجة، سواء كان في الصحراء أو في البنيان، وسواء في ذلك جميع الأذكار والكلام، إلا كلام الضرورة حتى قال بعضُ أصحابنا: إذا عطس لا يحمد الله تعالى، ولا يشمِّت عاطسًا، ولا يردّ السلام، ولا يجيب المؤذّن، ويكون المُسَلِّم مُقَصِّرًا لا يستحقّ جوابًا، والكلام بهذا كله مكروه كراهة تنزيه، ولا يحرم، فإن عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّه تعالى بقلبه ولم يحرّك لسانه فلا بأس، وكذلك يفعل حال الجماع.
٦٩ - وروينا عن ابن عمر ﵄ قال: " مرّ رجل بالنبيّ ﷺ وهو يبولُ فسلَّمَ عليه فلم يَرُدَّ عليهِ " رواه مسلم في " صحيحه ".
٧٠ - وعن المهاجر بن قنفذ ﵁ قال: " أتيتُ النبيَّ ﷺ وهو يبول، فسلّمت عليه، فلم يَرُدَّ حتى تَوَضَّأَ، ثم اعتذر إليّ وقال: إني كَرِهْت أن أذْكُرَ اللَّهَ تَعالى إلاَّ على طُهْرٍ " أو قال: " على طَهارَةٍ " حديث صحيح، رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه
بأسانيد صحيحة.
_________
(١) ولكن للحديث شواهد بمعناه.
(٢) بشرط أن لا يشتد ضعفه، ولا يعارضه خبر أصح منه، وألا يعتقد ثبوته، وأن لا يكون فيه هيئه اختراع ليس لها أصل شرعى.
(٣) وإسناد ضعيف كما قال الحافظ في تخريج الأذكار، وقد رواه ابن ماجة في سننه بلفظه رقم (٢٩٩) في الطهارة، باب ما يقول الرَّجُلَ إذَا دُخلَ الخلاء، من حديث أبي أمامة ﵁، وإسناده ضعيف أيضا، قال الحافظ في تخريج الأذكار: وعجب للشيخ - يعني النووي - كيف أغفله وعدل إلى حديث ابن عمر، مع أنهما في المرتبة سواء، وحديث أبي أمامة أشهر لكونه في إحدى السنن.
(*)
1 / 26