162

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Chercheur

خالد بن عثمان السبت

Maison d'édition

دار عطاءات العلم (الرياض)

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Lieu d'édition

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

جاهلةٌ لا يكتبونَ الكتبَ ولا يقرؤون ما في الكتبِ. ﴿لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ﴾ الذي هو التوراةُ ولا غيرُه من الكتبِ. وقوله: ﴿إِلَاّ أَمَانِيَّ﴾ في قولِه: ﴿إِلَاّ أَمَانِيَّ﴾ وجهانِ معروفانِ من التفسيرِ عندَ العلماءِ (^١): أحدُهما تُبْعِدُهُ قرينةٌ في نفسِ الآيةِ. أما القولانِ المعروفانِ: أن المرادَ بالأمانيِّ هنا: جمعُ (أُمْنِيَّةٍ) بمعنى (القراءةِ). والعربُ تُطْلِقُ (الأمنيَّةَ) على (القراءةِ) وهذا معنًى معروفٌ في كلامِ العربِ، تقولُ العربُ: (تمنَّى) إذا قرأَ، ومنه قولُ حسانَ (^٢): تَمَنَّى كِتَابَ اللَّهِ آخِرَ لَيْلِهِ تَمَنِّيَ دَاوُدَ الزَّبُورَ عَلَى رِسْلِ وقولُ كعبِ بنِ مالكٍ أو حسانَ (^٣): تَمَنَّى كِتَابَ اللَّهِ أَوَّلَ لَيْلَةٍ وَآخِرَهَالَاقَى حِمَامَ الْمَقَادِرِ فمعنى (تَمَنَّى): قَرَأَ، وعلى هذا فالاستثناءُ متصلٌ. وتقريرُ المعنى: لَا يعلمونَ من الكتابِ إلا قراءةَ ألفاظٍ ليس معها تَفَهُّمٌ وتدبرٌ لِمَا تَحْوِيهِ الألفاظُ من المعانِي (^٤)، وَمَنْ لم يكن عنده مِنْ عِلْمِ الكتابِ إلا قراءةَ ألفاظٍ لا يفهمُ ما تحتَها من المعانِي فهذا جاهلٌ لا عِلْمَ عندَه. هذا وَجْهٌ في الآيةِ، وهو الذي قُلْنَا: إن في الآيةِ قرينةً تُبْعِدُهُ؛

(^١) انظر: ابن جرير (٢/ ٢٥٩)، القرطبي (٢/ ٦)، أضواء البيان (١/ ٧٩). (^٢) لم أقف على من نسب البيت لحسان ﵁، وهو في القرطبي (٢/ ٦)، الدر المصون (١/ ٤٤٧). (^٣) البيت في تفسير الرازي (٢٣/ ٥١)، القرطبي (٢/ ٦)، البحر المحيط (٦/ ٣٨٢)، الدر المصون (١/ ٤٤٧). (^٤) للفائدة: ينظر اعتراض الطاهرابن عاشور على تفسير (التمني) بالقراءة في التحرير والتنوير (١/ ٥٧٥)، (١٧/ ٢٩٩، ٣٠٦).

1 / 166