157

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Chercheur

خالد بن عثمان السبت

Maison d'édition

دار عطاءات العلم (الرياض)

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Lieu d'édition

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

والتحقيقُ: أن العقلَ في القلبِ (^١) كما دَلَّ عليه الوحيُ (^٢) [والذين قالوا: إن العقلَ في] الدماغِ استدلوا: بأن كُلَّ ما يؤثرُ على الدماغِ يؤثرُ على العقلِ. وهذا لا دليلَ فيه، لإمكانِ أن يكونَ العقلُ في القلبِ - كما هو الحقُّ - وسلامتُه مشروطةٌ بسلامةِ الدماغِ، وهذا لا إشكالَ فيه. والعقلُ الصحيحُ هو الذي يعْقِلُ صاحبَه عن الوقوعِ فيما لا يَنْبَغِي، كما قال (جل وعلا) عن الكفارِ: ﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [الملك: آية ١٠] أما العقلُ الذي لا يَزْجُرُ عمَّا لا ينبغي فهو عقلٌ دنيويٌّ يعيشُ به صاحبُه، وليس هو العقلَ بمعنى الكلمةِ. وقولُه جل وعلا: ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ جملةٌ حاليةٌ يعني: أنهم سَمِعُوا كلامَ اللَّهِ فحرَّفُوه بعدَ أن أَدْرَكُوهُ بعقولِهم وَفَهِمُوهُ، والحالُ أنهم يعلمونَ أنهم حَرَّفُوهُ وافتروا على اللَّهِ، فَمَنْ (^٣) [كان] بهذه المثابةِ لا يطمعُ أحدٌ في إِيمانِه. ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ (جل وعلا) ذكرَ طائفةً أُخْرَى من اليهودِ هم منافقونَ،

(^١) في هذه المسألة راجع: مجموع الفتاوى (٩/ ٣٠٣)، أقسام القرآن لابن القيم (٤٠٤ - ٤٠٥)، أضواء البيان (٥/ ٧١٥)، وللشيخ ﵀ رسالة لا تزال مخطوطة، وهي تقع في إحدى عشرة صفحة، وهي متضمنة أجوبة لسؤالات ثلاثة بعث بها إليه الشيخ محمد الأمين ابن الشيخ محمد الخضر، والأول من تلك السؤالات: مقر العقل من الإنسان. (^٢) في هذا الموضع وقع مسح في التسجيل. وما بين المعقوفين زيادة يتم بها الكلام. (^٣) في الأصل كلمة ممسوحة وما بين المعقوفين زيادة يتم بها الكلام.

1 / 161