أبكي يا ولدي أخويك الحبيبين، فتذكارهما يجرح قلبي، ففي مثل هذا اليوم غرقا، ثم لحقت بهما والدتك، فما أمر فراقهما! وسعدا لك لأنك لم تعرفهم؛ لتذوب مثلي حزنا وحسرة.
إميل :
إن بكاءك يا أبي يؤثر بي، فاعدل عنه إذا كنت تحبني.
فرنان :
إن عواطف الآباء كالمرجل، لا يهمدها إذا جاشت غير قطرات الدموع، فدعني في نحيبي فهو من الحياة نصيبي (يتأوه) .
إميل :
أبي بحقك لا تجرح فؤادي.
فرنان :
أنت عزائي في بلائي يا من أبقته لي الأيام (يقبله) ، أحمدك اللهم لأنك أبقيت لي هذا الحمل الوديع، فاكلأه يا ربي بعين رحمتك، واشفق على أب مسكين في هذه الدنيا وحيدا! ... أين غبت يا ولدي في هذا الصباح؟ فقد أطلت علي غيابك، وأنا عاجز لا أستطيع النزول والصعود على سلم القصر العالي لأذهب مفتشا عنك، فلا تطل غيابك فيما بعد فبعدك يوحشني.
إميل :
Page inconnue