Éthiques des deux ministres :: Vices des deux ministres :: Éthiques de Sahib Ibn Abbad et Ibn Al-Amid

al-Tawhidi d. 414 AH
136

Éthiques des deux ministres :: Vices des deux ministres :: Éthiques de Sahib Ibn Abbad et Ibn Al-Amid

أخلاق الوزيرين :: مثالب الوزيرين :: أخلاق ال¶ صاحب ابن عباد وابن العميد

Chercheur

محمد بن تاويت الطنجي

Maison d'édition

دار صادر - بيروت

Lieu d'édition

بإذن

كلام منسكب انسكابًا، وجارٍ جريًا يزيد من لُطفه على الطبع، بقدر ما يزيد الطبع على التصنُّع، قليله كثير، وكثيره غزير، ومعناه أقوَم من لفظه، ولفظه أرشق من وزنه، ووزنه أعدل من نظمه، ونظمه أحلى من نثره، ومجموعه أبْهى من مفرّقه، ومُفرّقه أظرف من مجموعه، وبعضه أغرب من كله، وكلّه أعجب من بعضه؛ وهو شيء يستوي تعجّب الجاهل، وتحيُّر العالم، ويستعلي الذهن ويستغرق الفهم، ويحجب الرُّؤية عن الإدراك، ويرُدُّها إلى البديهة في التسليم، وهذا يصحُّ ويبينُ لمن كان ذا أداة تامّة، وعقلٍ ثابت، وعلمٍ غزير، وطبعٍ سجيح، وبصر بالجوهر صحيح، ومعرفة بالصورة والصُّورة، وتمييز بين الحال والحال، ورِفقٍ فيما يزيد البيان عنه، لا يحمّله ما لا يُطيق، ولا يحتمل له ما لا يجب، فيكون في جميع ذلك كالطبيب الحاذق، والنّاصح المُشفِق. قلت له: إنما يكون هذا كله وما هو عتيد عندك داعيًا إلى الإيمان به، والتصديق لصاحبه. فقال: أتُراني لا أنصح لنفسي في قضاء الحق عنها مجْتلبًا للسعادة، كما لا أنصح لها في اقتضاء الحق لها مُكتسِبًا للزيادة؟ بلى والله! ولكن وراءَ هذا ما يُشكل ويُعضِل، ويَطول ويُمِلّ.

1 / 138