Morale et conduite dans le traitement des âmes

Ibn Hazm d. 456 AH
70

Morale et conduite dans le traitement des âmes

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

Chercheur

بلا

Maison d'édition

دار الآفاق الجديدة

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

Lieu d'édition

بيروت

والبعد عَن الْفضل وَالْخَيْر وَمن كَانَت هَذِه صفته لَا ترجى لَهَا معاناة أبدا وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق الْعدْل حصن يلجأ إِلَيْهِ كل خَائِف وَذَلِكَ أَنَّك ترى الظَّالِم وَغير الظَّالِم إِذا رأى من يُرِيد ظلمه دَعَا إِلَى الْعدْل وَأنكر الظُّلم حِينَئِذٍ وذمه وَلَا ترى أحدا يذم الْعدْل فَمن كَانَ الْعدْل فِي طبعه فَهُوَ سَاكن فِي ذَلِك الْحصن الْحصين الاستهانة نوع من أَنْوَاع الْخِيَانَة إِذْ قد يخونك من لَا يستهين بك وَمن استهان بك فقد خانك الانصاف فَكل مستهين خائن وَلَيْسَ كل خائن مستهينا الاستهانة بالمتاع دَلِيل على الاستهانة بِرَبّ الْمَتَاع حالان يحسن فيهمَا مَا يقبح فِي غَيرهمَا وهما المعاتبة والاعتذار فَإِنَّهُ يحسن فيهمَا تعديد الأيادي وَذكر الْإِحْسَان وَذَلِكَ غَايَة الْقبْح فِي مَا عدا هَاتين الْحَالَتَيْنِ لَا عيب على من مَال بطبعه إِلَى بعض القبائح وَلَو أَنه أَشد الْعُيُوب وَأعظم الرذائل مَا لم يظهره بقول أَو فعل بل يكَاد يكون أَحْمد مِمَّن أَعَانَهُ طبعه على الْفَضَائِل وَلَا تكون مغالبة الطَّبْع الْفَاسِد إِلَّا عَن قُوَّة عقل فَاضل الْخِيَانَة فِي الْحرم أَشد من الْخِيَانَة فِي الدِّمَاء الْعرض أعز على الْكَرِيم من المَال يَنْبَغِي للكريم أَن يصون جِسْمه بِمَالِه ويصون نَفسه بجسمه ويصون عرضه بِنَفسِهِ ويصون دينه بعرضه وَلَا يصون بِدِينِهِ شَيْئا أصلا الْخِيَانَة فِي الْأَعْرَاض أخف من

1 / 80