Les morales prophétiques dans les conflits politiques et militaires

Yaqout al-Hamawi d. 1450 AH
40

Les morales prophétiques dans les conflits politiques et militaires

الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية

وفي هذا العصر الحديث الذي شرعت فيه المنظمات الدولية بنودا نظرية - غير مفعلة وغير مطبقة - لحقوق الأسرى، كاتفاقيات جنيف بشأن أسرى الحرب في معاملة أسرى الحرب ورعايتهم جسديا ونفسيا.ونرى رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يشرع قبلهم بمئات السنين حقوقا شاملة وجامعة للأسرى، أضف إلى ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يجعل هذه الحقوق بنودا نظرية بعيدة عن واقع الحروب - كما هو الحال في عصرنا -، بل جعلها منهجا عمليا وطبقها بنفسه في غزواته وطبقها تلاميذه في السرايا والمعارك الإسلامية ..

وفي إكرامه - صلى الله عليه وسلم - للأسرى، مظهر فريد من مظاهر الرحمة، في وقت كانت تستباح فيه الحرمات والأعراض ..

"وكثيرا ما أطلق [- صلى الله عليه وسلم -] سراح الأسرى في سماحة بالغة ، رغم أن عددهم بلغ في بعض الأحيان ستة آلاف أسير"(1) .

يقول سيديو : "والكل يعلم أنه[- صلى الله عليه وسلم -] رفض -بعد غزوة بدر- رأي عمر بن الخطاب في قتل الأسرى... وأنه صفح عن قاتل عمه حمزة ، وأنه لم يرفض - قط -ما طلب إليه من اللطف والسماح"(2).

المطلب الأول : نماذج في معركة بدر (17 رمضان 2ه/13مارس624م):

لقد استشار النبي - صلى الله عليه وسلم -وزرائه في أسارى بدر فأشار عليه أبو بكر - رضي الله عنه - أن يأخذ منهم فدية ، فهم بنو العم والعفو عنهم أحسن، ولعل الله أن يهديهم إلى الإسلام. وقال عمر - رضي الله عنه - : لا والله ما أرى الذي رأى أبو بكر ولكن أرى أن تمكننا فنضرب أعناقهم فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها!!

Page 40