فخبره خبري، فاحرنجم عني بعد إقبال، ولم يزد على أن قال: أشتهي والله أن أقول: «دامغة» ثانية فلا تكن موضوعها. وليتك تكون، فلي فيك مرعى خصيب.
ورأيتني أفر من هؤلاء الشياطين الثلاثة وأهيم على وجهي، وأرى عمر يقود الأغر، وحوله صويحباته الثلاث، والابتسامة ملء فمه ، وقد عرفته من ثنيتيه، ونظراته المتقدة كالتنور المسجور، فقلت في نفسي: ساعة رضى، لعل عمر يرخص لنا بالرعي في حماه.
ففهم عني بلا كلام، وحذرني مغبة عملي، ثم قال: أنتم يعنيكم الإخلاص في الحب. وأنا كان يعنيني من الدنيا اثنان: الجمال والفن. كلاهما متعة عندي، فاعملوا أنتم ولا تكونوا طفيليين. حسبي تعذيب رواتكم، فلا تزدني، عافاك الله.
فقلت في نفسي: إذن علي بالعميان، فإذا اشتد الخطب أهرب.
فأقبلت على بشار، فرأيته منبطحا في دهليزه كأنه جاموس، فما أحس بي حتى استوى قائلا: ليفهم الناس شعرنا ما استطاعوا، فويل جهلهم أخف من ويلات شروحكم السمجة.
وما صدقت أنه الجد حتى بل يده بقائم سيفه الذي يعاتب به الجبابرة فانصرفت راشدا.
وإذا بحماد عجرد يقهقه ويناديني: أتطلب الخير من عند القرد؟
فأجبته وأنا لا ألوي عليه: قردك يخيف يا حماد.
وسمعت شخيرا ونخيرا يتعالى من ماخور على الطريق، فرأيت والبة وأبا نواس سكرانين، فما رجوت عندهما خيرا.
ومر بي رجل من أهل السمت قيل لي: إنه ابن المقفع، فلم ألحق به.
Page inconnue