25

La Dernière Pierre

آخر حجر

Genres

لقد تنافست العرب في الحلم والتغلب على الغضب، فأصبح الناري الطباع حليما، واسع الصدر، طويل البال، كما سنسمع من أخبارهم، وإليك ببعضها:

غضب زياد فأمر بضرب عنق رجل. فقال له ذاك الرجل: أيها الأمير، إن لي بك حرمة. فقال: وما هي؟ فأجاب الرجل: إن أبي جارك بالبصرة. قال: ومن أبوك؟ فقال الرجل: إني نسيت الآن اسم نفسي، فكيف لا أنسى اسم أبي؟

فبرد غضب زياد، ورد كمه على فمه وضحك، وعفا عنه.

قال رجل لرسول الله

صلى الله عليه وسلم : أي شيء أشد؟ فقال النبي: غضب الله، فقال الرجل: وما يباعدني من غضب الله؟ فأجابه الرسول: أن لا تغضب.

وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أحد عماله: لا تعاقب وأنت غضبان، وإذا غضبت على أحد فاحبسه. فإذا سكن غضبك فأخرجه فعاقبه على قدر ذنبه، ولا تجاوز به خمسة عشر سوطا.

وقال الصحابي أبو ذر لعبده: لماذا أرسلت الشاة على علف الفرس؟

فقال: أردت أن أغيظك وأغضبك.

فقال أبو ذر: لأجمعن مع الغيظ أجرا، أنت حر لوجه الله تعالى.

وقال لقمان لابنه: ثلاثة لا يعرفون إلا عند ثلاثة؛ الحليم عند الغضب، والشجاع عند الحرب، والأخ عند الحاجة.

Page inconnue