39

La fin du monde

آخر الدنيا

Genres

قلت مبهورا وقد خيل إلي أنه بدأ بعظمة لسانه يفتح لي أسرار عالم الليل الرهيب: إزاي؟ قاتل يا مقتول إزاي؟ - يعني يا كنت أقتل يا أتقتل، فكنت باقتل.

قلت وأنا أمد انبهاري، وأطيله لأشعره به: كل مرة كده؟ - كل مرة كده. - حتى أول مرة؟

هنا سكت وعاد يسهم، ثم قال: لا ... هي المرة الأولانية هي اللي صعبة ... كنت زارع عند واحد ... كلني، طالبته مرة واثنين وتلاتة، وسقت عليه الناس مارضيش، قالوا لي بلغ فيه بلغت، حطوني أنا في المركز وضربوني ... وأنا في السجن صممت إني أقتله. ويوم ما طلعت تمام، بعت العجلة واشتريت بندقية وطخيته قدام باب بيته. حققم معايا وانحبست إنما ما ثبتشي عليا، أهله راحوا أجروا واحد يقتلني وياخد بتاره. أستناه لما يقتلني؟ قتلته قبل ما يقتلني، وعليها يا سي عبد الرحمن.

قلت أقاطعه: يعني ... ال... الراجل ده ... ما. ما. ما زعلتش لما قتلته مثلا يعني؟ - زعلت، أمال ما زعلتش! قعدت شهر ما أدقش زاد ولا ميه وعييت، ما خلصنيش م العيا إلا أما عرفت أن أهله مأجرين علي واحد يقتلني.

وسكت سكوتا مفاجئا جعل الاضطراب يدب في نفسي، والتفت إلي مرة واحدة وقال بصوت عال رفيع: وأنت بتسأل عن كده ليه؟

فقلت له برهبة وصوت متهدج بالخطورة: أصلي عايز أقتل واحد.

ضحك وضحك حتى دمعت عيناه، ثم قال وهو لا يزال يضحك: تقتل واحد مين؟ قل لي عليه وأنا أقتله لك.

قلت له: مش واحد محدد، أي واحد.

قال بدهشة: أي واحد ... إزاي يعني أي واحد؟

قلت: أي واحد كده.

Page inconnue