237

Chroniques de Temps et ceux qu'il a détruits, des merveilles des pays, des eaux et de la civilisation

أخبار الزمان و من أباده الحدثان و عجائب البلدان¶ والغامر بالماء والعمران

Genres

Histoire

وضعف أصحاب دليفة عنهم لكثرتهم وشدة صبرهم ، فاستنصرت بأهل مدائن الصعيد فحاربوا أصحاب أيمن ، فأزالوهم عن منف ، وقد كانوا ظفروا بها وعاثوا فيها فهزموهم حتى ركبوا المراكب ، وعدوا إلى ناحية الشمال ، وكان معهم ساحر من أهل قفط ، فأظهر سحره نارا أحالت بينهم وبين أصحاب دليفة فانحازوا عنهم واستعدوا ، وعادوا لما كانوا فيه من الجد والطلب.

وفزع أهل مصر لطول المدة وعجز الجيوش عن مقاتلتهم ، وأشفقوا من خروج مصر من أيديهم ، فوجهوا سفراء بينهم على أيجعلوا البلد قسما بينهم فأجاب كل واحد منهم إلى الصلح وأن دليفة بعد إجابتها إلى الصلح غدرت وخالفت ، وأخرجت الاموال والجواهر ففرقتها في الناس ، وقد كان بعضهم لامها في الصلح ، فرجعت إلى الحرب ، واشتد الامر بين الفريقين ثلاثة أشهر ، ثم ظهر أيمن عليها وهزمها.

ولجأت إلى ناحية قوص وسار خلفها وتمكن من المملكة ، فلما رأت حقيقة الامر ونكول جندها وعجز كهنتها وسحرتها وأنها لابد لها أن تغلب سمت نفسها فهلكت.

وملك بعدها أيمن الملك صاحب الاندلس ملك مصر ، فتجبر وعتا وقتل خلقا ممن كان مع دليفة.

وكان الوليد بن دومع العملاقي قد خرج في جيش عظيم يتنقل (1) في البلدان ، ويغلب ملوكها ليسكن ما يوافق غرضه منها ، ويعتدل [حال] (2) جسمه فيها على ما تقدم من ذكر علته.

فلما انتهى إلى الشام ، انتهى إليه خبر مصر وجلالة قدرها ، وأن أمرها قد صار إلى النساء وباد ملوكها ، فوجه إليها غلاما له يسمى عونا بجيش عظيم ، فوصل إلى مصر وأيمن ودليفة يقتتلان ، ففتحها وحوى أموالها وكنوزها ،

أخبار الزمان م (16)

Page 241