117

Chroniques de Temps et ceux qu'il a détruits, des merveilles des pays, des eaux et de la civilisation

أخبار الزمان و من أباده الحدثان و عجائب البلدان¶ والغامر بالماء والعمران

Genres

Histoire

فإذا أخبرك فارجع مسرعا ولا تتخلف ، قال أفعل ايها الملك ، فأمر له بمال وجائزة ، وحمله جائزة إلى سطيح.

فركب عبدالمسيح راحلته ، ومضى مبادرا يقطع المفاوز والفيافي ، حتى لحق مكان سطيح بعد ايام ، فلما بلغ بيته وجده عليلا لما به فوقف عليه وسلم [وجعل يرتجز ويقول ليسمعه :

اصم ام يسمع غطريف اليمن

يا فاصل الخطة اعيت من ومن

من ابيات] (1) قال سطيح [مجيبا له] عبدالمسيح ، على جمل فسيح ، أوفى على سطيح ، وقد أشفى على الضريح ، يسأل عن ارتجاج الايوان ، ورؤيا الموبذان ، وخمود النيران.

قال : فالتأويل يا سطيح؟ قال : تنقضي أيامهم ، وتنقطع آثارهم ، وتملك العرب ديارهم ، عند ظهور صاحب التلاوة ، والقضيب والهراوة.

قال : ومتى ذلك يا سطيح؟ قال : إلى أن يملك منهم ملوك وملكات ، على عدد الشرفات ، وقبل ذلك ينقضي امر سطيح ويواريه الضريح ، ولا يصلح [له] فيها قرار.

وقد روي [هنا] الكلام على غير هذا النوع واكثر منه كلاما (2) فرجع عبدالمسيح إلى كسرى ، وقد دعى كلامه ، فعجب كسرى وسره وقال : إلى أن يلي منا ستة عشر ملكا يكون سعة لدفع الهم ، ولعل ذلك لا

Page 121