127

Le Livre des Feuilles

كتاب الأوراق

Maison d'édition

شركة أمل، القاهرة

Année de publication

1425 هـ

أيقنت أنى فى جنان العلى

حين أنيخت بك أجمالي

وقال ليحيى بن خالد:

يا راكب العيس التي

أفنى عريكتها ابتكاره

ارحل الى يحيى وأي

قن أن دار الجود داره

يحيى امرؤ، ترجى منا

فعه ولا يخشى ضراره

يعفو عن الذنب العظي

م وليس يعجزه انتصاره

صفحا عن الباغى علي

ه رقد أحاط به اقتداره

الخير يبطيء ذكره

والشر يسبقه شناره

أصبحت جار البرمكي

وليس يخشى الدهر جاره

بدر يشابه ليله

في ضوء جدواه «1» نهاره

ولما جاور يحيى بن خالد بمكة قال أشجع:

أبت نفس يحيى أن يدبر دولة

تزول أواخيها ويفنى سرورها

ولما رأى الأيام تنقض مرة

وتثقل أخرى وهى واه مريرها

تجافى عن الدنيا وقد فتقت به

حواضرها واستقبلته أمورها

وقد قال الخريمي في مثله:

شرى نفسه وأهله وبلاده

ثناء ولم يبخس ولم يتندم «2»

وخلى عن الدنيا وقد أفرشت له

محفلة أخلافها لم تصرم

Page 127