وأقلقني موت الكسائي بعده ... وكادت بي الأرض الفضاء تميد
فأذهلني عن كل عيش ولذةٍ ... وأرق عيني والعيون هجود
هما عالمانا أوديا وتخرما ... وما لهما في العالمين نديد
فحزني أن تخطر على القلب خطرةٌ ... بذكرهما حتى الممات جديد
وكان أبو محمد اليزيدي الغاية في قراءة أبي عمرو وبروايته يقرأ أصحابه وكان عدليًا معتزليًا فيما يزعم العدلية ويروون أبياتًا يخاطب بها المأمون وهي:
يا أيها الملك الموحد ربه ... قاضيك بشر بن الوليد حمار
ينفي شهادة من يدين بما به ... نطق الكتاب وجاءت الآثار
ويعد عدلًا من يقول برأيه ... شيخٌ تحيط بجمه الأقدار
عند المريسي اليقين بربه ... لو لم يشب توحيده إجبار
لكن من جمع المحاسن كلها ... كهلٌ يقال لشيخه مردار
هو عيسى بن صبيح وكان يعرف بأبي موسى بن المردار وكان من الزهاد.
1 / 37