بالحداد فمره بتقييده فقال له: لا بأس عليك إنما أراد الأمير لتؤدب ولده قال: فما بال القيد إذا؟ ً؟ فبقيت مثلًا بالبصرة. فلما أتى به يوسف بن عمر سأله عن الوديعة فأنكر فأمر به يضرب بالسياط فلما أخذه السوط جزع فقال: أيها الأمير إنها كانت أثياب في أسيفاطٍ. فرفع الضرب عنه ووكل به حتى أخذ الوديعة منه. قال علي بن محمد بن سليمان قال أبي: فرأيت طول دهره يحمل في كمه خرقة فيها سكر العشر والإجاص اليابس وربما رأيته عندي وهو واقفٌ علي أو سائرٌ أو عند ولاة أهل البصرة فتصيبه نهكة على فؤاده يخفق بها حتى يكاد أن يغلب فيستغيث بإجاصة وسكرة يلقيها في فيه ثم يتمصصها فإذا تسرط أي بلعه من ذلك شيئًا سكن ما به فسألته عن ذلك فقال: أصابني هذا من الضرب الذي ضربني يوسف فتعالجت له بكل شيء فلم أجد له شيئًا أصلح من هذا. وقال وقلت له يومًا: أخبرني عن هذا الذي وضعت يدخل فيه كلام العرب كله. قال: لا. قلت: فمن تكلم بخلافك واحتذى ما كانت العرب تكلم به أتراه مخطئًا؟ قال: لا. قلت: فما ينفع كتابك؟
1 / 27