Akhbar Muwaffaqiyyat
الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار
Enquêteur
سامي مكي العاني
Maison d'édition
عالم الكتب
Édition
الثانية
Année de publication
١٤١٦هـ-١٩٩٦م
Lieu d'édition
بيروت
حَدَّثَنِي الأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: " فَغَلَبَهُمُ النَّجَاشِيُّ، قَالَ: وَحَسَّانٌ يَوْمَئِذٍ شَيخٌ كَبِيرٌ أَعْمَى، فَقَالَ يُعَيَّرُ ابْنَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَيَهْجُوهُمْ:
أَمَّا الْحِمَاسُ فَإِنِّي غَيْرُ شَاتِمِهِمْ ... لا هُمْ كِرامٌ وَلا عِرْضِي لَهُمْ خَطَرُ
أَولادُ حَامٍ فَلا تَلْقَى لَهُمْ شَبَهًا ... إِلا التُّيُوسَ عَلَى أَقْفَائِهَا الشَّعَرُ
وَقَالَ:
أَلا أَبْلِغْ بَنِي الدَّيَّانِ عَنِّي ... مُغَلْغَلَةً وَرَهْطَ بِنِي قَيَانِ
وَأَبْلِغْ كُلَّ مُنْتَخَبٍ هَوَاءٍ ... رَحِيبِ الْجَوْفِ مِنْ عَبْدِ الْمَدَانِ
مَيَامِسُ غَزَّةٍ وَرِمَاحُ غَابٍ ... خِفَافٌ لا تَقُومُ بِهَا الْيَدَانِ
تَفَاقَدْتُمْ عَلامَ هَجْوتُمُونِي ... وَلَمْ أَظْلِمْ وَلَمْ أُخْلَسْ لِسَانِي
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرُ: الْمَيْمَسُ الَّذِي يُسْخَرُ مِنْهُ، وَغَزَّةُ بِالشَّامِ مِنْ عَمَلِ فِلَسْطِينَ، وَبِهَا مَاتَ هِاشَمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: لا تَقُومُ بِهَا الْيَدَانِ.
فَشَبَّهَهُمْ بِالْقَصَبِ فِي ضَعْفِهِ.
قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَ النَّجِاشِيُّ أَنْ حَسَّانًا قَدْ هَجَاهُ، رَجَزَ بِهِ، فَقَالَ:
يَأَيُّهَا الرَّاكِبُ ذُو الْمَتَاعِ ... ذُو الرَّحْلِ وَالْبُرْدَيْنِ وَالْإِقْطَاعِ
أَآذِنُ بَنِي النَّجَّارِ بِالْوِقَاعِ ... مِنْ شَاعِرٍ لَيْسَ بِمُسْتَطَاعِ
لَيْسَ مِنِ الْهِرَمِيِّ وَلا الْجَزَّاعِ ... لا يَقْتُلُ الأَقْوَامَ بِالْخِدَاعِ
إِلا صَمِيمَ النَّقْرِ وَالْمِصَاعِ ... يَسْبِقُ شَأْوَ النُّجُبِ السِّرَاعِ
جَاءَ عَلَى نَجِيبَةٍ وَسَاعٍ ... فِي مَوْكِبٍ عَرَمْرَمٍ قَضَّاعِ
مِثْلِ أَتَيِّ السَّيْلِ ذِي الدِّفَاعِ ... إِنِّي امْرُؤٌ أَوْفَى عَلَى يَفَاعِ
فِي حَلَبَاتِ الْمَجْدِ وَالْجُمَاعِ وَهِيَ طَوِيلَةٌ.
وَقَالَ لِحَسَّانٍ وَابْنِهِ:
إِنَّ اللَّعِينَ وَابْنَهُ غُرَابًا ... حَسَّانَ لَمَّا وَدَّعَ الشَّبَابَا
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ شَدِيدَ السَّوَادِ، فَلِذَلِكَ قَالَ: وَابْنَهُ غُرَابًا.
وَنَقدَتْ أَنْيَابُهُ وَشَابَا ... اسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ وَالْكِتَابَا
مَا بَالَهُ إِذَا افْتَرَى وَحَابَا ... وَأَخْطَأَ الْحَقَّ وَمَا أَصَابَا
فَعَجَّلَ اللَّهُ لَهُ عَذَابًا ... وأَخَّرَ النَّارَ لَهُ مَآبَا
يَا شَاعِرَيْ يَثْرِبَ لا تَرْتَابَا ... وَلا مُعَافَاةً وَلا عِتَابَا
إِذْ تَهْجُوَانِ شَاعِرًا غِضَابًا ... لِلشُّعَرَاءِ وَاتِرًا غَلابَا
لا مُفْحَمَ الْقَوْلِ وَلا هَيَّابَا ... كَاللَّيْثِ يَحْمِي جِزْعَهُ الذِّئَابَا
وَأَنْتَ قَيْنٌ تَنْحَتُ الأَقْتَابَا ... لِشَرِّ أَمْرٍ إِنْ دُعِي أَجَابَا
حَدَّثَنِي أَبُو غَزِيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " اسْتَثْنَى النَّجَاشِيُّ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ حِينَ أَجْمَعَ مُهَاجَاتَهُ أَلا يُعِينَهُ أَبُوهُ حَسَّانٌ.
فَسَأَلَ حَسَّانٌ ابْنَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَمَا قَالَ لِلنَّجَاشِيِّ فِي لَيْلَتِهِ، فَأَنْشَدَهُ، فَلَمْ يَرْضَ حَسَّانٌ، فَقَالَ:
دَعُوا التَّخَاجِي وَامْشُوا مَشيَّةً سُجُحًا ... إِنَّ الرِّجَالَ أُولُو عَصَبٍ وَتَذْكِيرِ
فَلَمَّا أَنْشَدَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِلنَّجَاشِيِّ، عَفَطَ فِي وَجْهِهِ، وَقَالَ: بَاسْتِكَ.
أَنْتَ تُحْسَنُ تَرْخِيمَ الْكَلامِ.
هَذَا كَلامُ الشَّيْخِ
1 / 89