============================================================
قال [ ابن المأمون) : وخرج الأمر، يعنى فى سنة سبع عشرة وخمسمائة، بإطلاق ما يخص المولد الآمرى(1) برسم المشاهد الشريفة من سكر وعسل وسيرج ودقيق، وما يصتع مما يقرق على المساكين بالجامعين الأزهر بالقاهرة والعتيق بمصر وبالقراقة خمسة قناطير حلوى وألف رطل دقيق، وما يعمل بدار الفطرة ويحمل للأعيان والمستخدمين من بعد القصور والدار المآمونية صينية حشكتائج، وحضر القاضى والداعى والمستخدمون بدار الميد والشهود في عشية اليوم المذكور، وقطع سلوك الطريق يين القصرين . وجلس الخليفة فى المنظرة وقبلوا الأرض بين يديه والمقرتون الخاص جميعهم يقرؤن القران ، وتقدم الخطيب وخطب خطبة وسيع القول فيها وذكر الخليفة والوزير، ثم حضر من أنشد وذكر فضيلة الشهر والمولود فيه ، ثم خرج متولى بيت المال ومعه صندوق من مال التجاوى خاصة مما يفرق على الحكم المتقدم ذكره (2) قال ابن المأمون : وفى هذا الشهر ، يعنى الحرم سنة سبع عشرة وخمسمائة، وصلت رسل ظهير الدين طغدكين، صاحب دمشق، وآق سثقر، صاحب حلب، بكقب إلى الخليفة الآمر بأحكام الله وإلى الوزير المأمون إلى القصر، قاستدعوا لتقبيل الآرض كما جرت العادة من إظهار التجمل: وكان مضمون الكتب، بعد التصدير والتعظيم والسؤال والضراعة ، أن الأخبار تظافرت بقلة الفرنج بالأعمال القلسطينيه والثغور الساحلية، وأن الفرصة قد أمكنت فيهم والله قد أذن بهلاكهم، وأنهم ينتظرون إنعام الدولة العلوية وعوايد أفضالها ويستتصرون بقوتها، ويحثون على نصرة الإسلام وقطع دابر الكفر، وتجهيز العساكر المتصورة والأساطيل المظفرة، والمساعدة على التوجه تحوهم لئلا يتواصل مدذهم وتعود إلى القوة شوكتهم، فقوى العزم على النققة فى العساكر فارسها وراجلها وتجريدها، وتقدم إلى الأزمة بإحضار الرجال الأقوياء، وابتدىء بالنفقة فى الفرسان بين يدى الخليفة فى قاعة الذهب، وأحضر الوزانون وصناديق المال وأفرغت الأكياس على البساط، وأستمر الحال بعد ذلك فى الدار المأموتية ، وتردد الرأى فيمن يتقدم فرقع الاتفاق على حسام الملك البرنى وأحضر مقدم (3) القريز : للحطط 1: 432 (1) انظر أعلاه ص 35.
Page 80