============================================================
وحضر بين يديه لشكر نعمته، آمره بركوب أخيه فى إحدى العشاريات فامتتل آمره وتوجه صحبته من السكرة بجميع خواصه وحواشيه وفتح لهم الباب الذى هو منها بشاطيء الخليج، وقدم له إحدى العشاريات الموكبية وفيها مقدم رياسة البحرية فركب فيها بجمعه والوزير واقف راجل على شاطىء الخليج خدمة له إلى أن انحدرت العشاريات جميعها قدامه ومراكب اللعب بغير أحد من أرباب الرهج، والمستخدمون فى البين يمنعون من يقاريه ، والمتفرجون لايصدهم ويردهم مايجل بهم، بل يرمون انفسهم من على الدواب ويسيرون بسيره وعاد الوزير إلى السكرة فلما شاهد الخليفة الدواب الخاص التى برسم ركوبه أمره بما وقع عليه اختياره منها وعلاه فاحتاط بركايه مقدموأ الركاب واستفتح القرآء، وحرج من باب السيكرة ودخل من باب الخليفة القبلى وشق قاعتها على سرير مملكته وخص بالسلام فيها شيوخ الكتاب العوالى والقاضى والداعى ومن معهما، وهم بذلك ميزة عظيمة يختصون بها دون غيرهم، وخرج منها إلى البستان المعروف بنزار وسار فى ميدانه وجميعه من الجانبين سور معقود من شجر تارنج أصولها مفترقة وفروعها مجتمعة وظللت الطريق، وعليها من الثمرة الشى أخرجها من وقته إلى هذا اليوم، وقد خرجت بهجتها عن المعتاد وحصل عليها ثمرة سنتين إحداهما انتهت والآخرى فى الابتداء ، وهو بهيئته وزيه وترتيب عساكره وأمرائه، وخرج من الباب بعد أن عم من له رسم بالعامة، وعاد الرهج والموكب على ماكان عليه، فلما وصل إلى السد الذى على بركة الحبش كسير بين يديه (1).
(1 القررى: الخض 1 47 475
Page 100