============================================================
PARATEXT|
الجزء الأربعون من أخبار مصروفضائلها وعجائبها وطرائفها وغرائبها وما بها من ابقاع والآثار وسير من حلها وحل غيرها من الولاة والأمراء والأئمة الخلفاء آباء أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين .
تسنيح الأمير المختتار عت المللى حدين عنيداللهبن أحمدين إسماعيلينعيدالعزيزالمستى
Page 18
============================================================
Page 19
============================================================
بسم الله الرحمن الرحيم وبه استعين بقية سنة أربع عشرة وأربع مائة
واستهلت جمادى الآخرة بيوم الثلاثاء ، ففى هذا اليوم خلع على ابن الفرج ابن مالك بن سعيد ثوب وعمامة مذهبين ورداء محشى مذهب ، وحمل على بغلة بسرج ولجام مجلى ، وقلد قضاء تنيس وسار إليها .
وفيه خلع على أحد أولاد ابن جراح ثوب مثقل مذهب
Page 21
وهمامة مطائرة ، وحمل على فرسين بسرجين ولجامين مذهبين .
وفى يوم الأربعاء غد هذا اليوم ، ركب أمير المؤمنين - عليه السلام - إلى نواحى القصور وعاد إلى فصره.
وفى يوم الخميس غليه، وصلت نحو المائة رأسا من جهة المعروف بابن البازيار وشهرت (الموفق)....... مر الأيام والأعوام . وأن أمير المؤمنين بفضله العادل ، وأمره الفاضل ، وحسن نظره الشامل ، يحفظ نظام جنوده بعدا وقربا ، ويراعى احوال أوليائه وعبيده شرقا وغربا ، ويعتمد مصالحهم بضروب من السياسة تقضى بالصلاحفى تدبيرهم ، وتفضى إلى الاضلاح فى إمالة كبيرهم وصغيرهم ، فتنكشف
Page 22
============================================================
موردها الغمم ، وتعتبر بموقعها الأمم ، وتتوكده بتوخى الحق فيها الأواصر والرحم، كذلك عرفات الامامة واقعة مواقع السداد ، جامعة لمصالح العباد ، قاضية بمراشد الأمور فى الاصدار والايراد . وما توفيق أمير المؤمنين فيما يبسط ويقبض ، ويبرم وينقض ، إلا بالله ، عليه يتوكل وإليه ينيب .
وأنه انتهى إلى الحضرة حال جماءة من أوغاد الأرياف ، وأوباش الأطراف، يأتون العظائم ، ويرتكبون الجرائم ، ويحتقيون المائم ، وينتسبون إلى خيرة القبائل ، وبررة الأمائل - الذين ميزهم الله فى دولتنا بالسوابق الصالحات وحماهم بعصمة طاعتنا عن البوائق المحرمات - للاحتماء بهم والالتجاء إليهم مى وقع من الولاة جد فى طليهم . وأن هؤلاء الرعاء بجنايتهم الفارطة وأحكامهم القاسطة ، لا يزالون يدخلون على أنفسهم ضررا بما يصدر من القبائح عنهم ، ويبرزون بافعالهم الذميمة فسادا ومنكرا يؤدى إلى قتل من يقتل منهم ، فيجد بمستفظع أحدائهم السفهاء فى الباطل مصالا ، والجهلاء فى التوصل إلى إثارة الفتنة مجالا ، ويزداد الغواة زيغا وعندا عن أمر الله تبارك وتعالى . ويترامى بهم الداء إلى حطة توقع التنافر والتشاجر ، وتحدث التضاغن والتناكر . فأنكر أمير المؤمنين ذلك إنكار شله من الأمور التى تكسب سوء الافتراق ، وتولد الاختلاف بعد الاثتلاف ، وتقدح في نظام أولياء أمير المؤمنين المنتجبين وطوائف عساكره المنتخبين
وأمر بكتب هذا السجل المنشور وقراءته فى قصور الخلافة على كافة
Page 23
============================================================
الحاضبرين بها بن أنصار الدولة وجنودها ، وسائر الماثلين فيها من خدم المملكة وعبيدها ! بنهى جماعتهم عن قبول منتسب إليهم ، أو متطارح عليهم ، لا اسم له فى الجرائد المجلدة ، ولا رزق له فى العطايا المقررة . وإسقاط من هذه سبيله ، ووضع اسمه ، وحذف ذكره ، وإزالة رسمه ، والاضراب عن الخطاب بنسب أحد منهم فى حد أو حق أو دم. . إذ كان أمير المؤمنين - لمحله من الإمامة ، ومكاثه من الخلافة - يأخذ في الحق من القوى للضعيف ، ومن الشريف للمشروف ، ولا تأخذه لومة لائم فى إقامة حد الله - جل وعز - على واسبه المحتوم ، وحقه المرسوم ، ومنهجه القويم المعلوم ، وأن لا يعان إلى الكافة بالاقتصار على طوائف المدونة المرتزقة الثابتة أسماوهم فى الجرائد الجيشية دون المكتتبة معهم ، والمنتسبة للشرر والتعدى إلى جملتهم ، حتى تتهذب كل طائفة من الدخلاء والأوغاد ، وتتميز كل قبيلة من أهل الريب والفساد ، فليعلم ذلك من إيعاز أمير المؤمنين ورسمه ، وليعمل بموجب أمره فيه وحكمه ، ولتتحقق الجماعة أنه من تجاوز ما نص فى هذا السجل ، فقد تعرض / لغليظ الإنكار ، ووجب عليه ما يجب على أهل الإصرار ، بعد الاعذار والانذار ؛ وليحذر قواد الطوائف ، وأزمة العرائف إظهار العناية بأحد من همؤلاء المنتسبين أو الإقدام على الشفاعة فيه عند أمير المؤمنين ، وليجروا فى ذالك على شاكلة المتآدبين باداب طاعته وخدمته ؛ ، فأنتم تسلمون لأمره فيما حكم به وقضى ، ولا تشفعون إلا لمن ارتضى.
Page 24
============================================================
وكتب فى جمادى الأولى سنة أربع عشرة وأربع مائة. ولما فرغ أبو طالب العبابى من قراعة هذا المنشور استدعى أبو عبد الله محمد بن على بن إبراهيم الرتى إلى الخزانة الخاصة ، فخلع عليه ثوب دبيقي مذهب مصفف بأطواق عراض ، ومن تحته ثوب مصمت مذهب
Page 25
============================================================
وضلالة مذهبة ، وعلى رأسه عمامة شرب مذهبة .
وخرج وفى يده سجل عنوانه : من عبد الله ووليه الإمام على أبى الحسن الظاهر لإعزاز دين الله أمير المؤمنين ابن الامام الحاكم أمير المؤمنين إلى نقيب نقبا ء الطالبيين محمد بن على الحسى الرسى ، سلمه الله :
بسم الله الرحمن الرحيم ا أما بعد : فالحمد لله شافع إحسانه بالمزيد ، ومتابع انعامه على الشاكر المستزيد ، ومجير المعتصم بحبله من كيد الكائد ، ومعيذ المستعيذين من شر الحاسد، الذى لا واضع لمن رفع ، ولاضار لمن نفع ، ولاتفاوت فيما خلق وصنع . لا إله إلا هو رب العرش العظيم ، يحمده أمير المؤمنين على ما أسبغه عليه من جلائل نعمه ، وأراه لديه من جسائم قسمه ، ويساله آن يصلى على جده محمد الذى ختم به عدة الأنبياء ، وأيده بجنود من الأرض والسماء ، وأمده بالبرهان الشتمل على النور والضياء ، وعضده بأبينا أمير المؤمثين على خير الأوصياء ، وأوضح بهديه الهذى والرشد ، ونهج بمنهاجه الطريق الجدد،وأمره بالتعوذ من شر الحاسد إذا حسد . صلى الله عليه وعلى عثرته المنتجبين ، وسلالته المنتخبين آباء أمير المؤمنين ، ما نطق ناطق وذر شارق . وإن النعم إذا حدثت حدث لأربابها منافسون ، وسعى عليهم بغيا وظلما سعاة مناصبون ، فلا يزالون يردون موارد البغى والعدوان ، ويتازرون فى قول الزور / والبهتان.، ويحملهم التقصير
Page 26
============================================================
والعى وسفه العقول والعى على قدح فى المتميزين بخصائصها من أولياء الولة وخدمها بأشانيع لا يضرهم الله بها ، وأباطيل تعود بالمضرة على ناصبها ومرببها ، إقداما بجهلهم على كذب الارجاف ، وجرى على غلوائهم فى ذميم الاقتراف ، وحسدا لذوى التقدم والاختصاص ، وكيدا يظن معمله آنه يفضى من شرفته الحضرة بملابس نعمها إلى السلب والانتقاص ، فلا نقع الله غلة الحاسد، لا سدد عزيمة المكر الكائد ، ولا أمتع بجماعة أهل الحسد والمكر بنيل محبوبهم ، وجعل جمرات التأسف بجميل رأى أمير المؤمنين فى صنائعه متضرمة على قلوهم : ولو عقل هؤلاء الجهال لانتهوا عما يقولون، لأنهم يرجفون فيكذبون ، ويحكون فلا يصدقون ، ويتقريون بالميل والمحال فيبعدون ويسترذلون ، ويسلكون مسالك المكر والخداع ، "وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون".
وأنه انتهى إلى حضرة أمير المؤمنين ما أوقعه الخراصون من الإرجاف بصرفك عن نقابة ! الطالبيين ، وقبض يدك بعد البسط والتمكين ، وتعلقهم فى مواصلة التشنيع عليك بكذب الأقاويل وشبه الأباطيل ، تخلقا بدنىء الأخلاق ، واستمراراا على قول النزور والاختلاق، وما عراك لأجل ذلك من ضعف المنة بعدقوتها ، وكلال العزية بعد مضائها وبسطتها ، ولا بدع فقد يرجف الأشرار بالأخيار، ويولع ذوو: الننقص بذوى الفضل والأقدار . وما السيب الداعى إلى تغيير
Page 27
============================================================
أمرك وإزالة نظرك؟ ، وأخبارك طيبة العرف ، وآثارك جميلة الوصف ، ومراميك فى الخدمة صائية المقاصد ، ومساعيك فى السياسة زاكية المصادر والموارد .
وأنت من أهل بيت أكسبتهم الطاعة مزية الفخر والنفاسة ، وحكمت لهم الدولة بالاقرار على ما إليهم من النقابة والرياسة ، وقد رأى أمير المؤمنين - ولبلالله توفيقه - تجديد إحسانه إليك ، وتوكيد إنعامه عليك ، وتكذيب المرجفين بسلببك ما فى يديك ، بما أمر به من كتب هذا السجل لك ، وقراءته على رؤوس الأشهاد / والملأ من الخاص والعام ، بياحماد خدمتك ، وإظهار مكرمتك ، واستداد طريقتك ، وإيقاع الدلالة على لطيف منزلتك ، وتوخى بسط پذك ، وامضاء بجدك ، وتمكينك من التصرف فى مصالح ما نيط بك ، لتنحسم عنك مادة ارجاف المرجفين ، وأباطيل المبطلين وتمخرص المتخرصين ، فاعلم ذلك ، واجر على رسمك فيما هو مردود إلنيك من نقابة الطالسيين ، شملهم الله بالحضرة وسائر أعمال الدولة شرقا وغربا وبرا وبحرا ، مشتد الأزر ، منشرح الصدر ، عزيز الأمر، ماكنا إلى حسن نظر أمير المؤمنين الذى أوجب إطالة ساعدك، وإزغام حسودك، - عاملا بحكم وصاياه وأمثلته التى اشتمل عليها سجل تقليدك ، والله يحسن معونتك على القيام بفروض طاعته ، ومدك بتوفيقه وتسديده بمنه وقدرقه ، والسلام عليك ورحمة الله .
وكتب فى جمادى الأولى سنة أربع عشرة وأربع مائة .
وفى يوم الأربعاء لتسع خلون منه ، ركب أمير المؤمنين فى عساكره / ورجال: دولته ، وبلغ إلى عين شمس وعاد إلى قصره .
وفى يوم الجمعة لاحدبى عشرة ليلة خلت منه ، كان نوروز القبط. وانتهت زيادة النيل؟ إلى هذا اليوم إلى أربعة عشر ذراعا وإصبع واحد .
Page 28
============================================================
وفيه خطب فى الجامع براشدة على المنبر خطبتين فى وقت واحلو، وذلك أن أبا طالب على بن عبد السسيع العباسى خطب على هذا المثبر بعقب جلو الجامع عند خروج الخطيب البخارى الملمقب بالعفيف إلى الشام فى صحعية زين الملك ، فحضر أبو طالب على ين عبد السميع بامر قاضى القضاة وخطب ، وحضر ابن عصفورة وذلك أنه توصل إلى أن يخطب على هذا المنبر ، وخرج الأمر إليه بأن يخصب على يد بعض الخدم ، فخطب الاثنين على المنبر
أحدهما دون الآخر . ثم خرج الأمر ياذنه لأبى طالب بن عبد السميع بعد ذلك ، وآن يخلفه فيه ابن عصفورة .
وفى يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة بقيت منه ، ركب أمير المؤمنين - عليه السلام - لفتح الخليج وشق البلد احتى. انتهى إلى صناعة الجسر ، فطرح
Page 29
============================================================
بين يديه عشاري ، ثم سار على شارع الحمراء ، ثم انتهى إلى مد الخليج ففتح بين يديه ، ولعبت العشاريات فيه ، وكان يوما حسنا ، وكان عليه فى وقت نزوله إلى مصر قميص طميم مذهب ، وعلى رأسه شاشية مرصعة . وزيه فى
Page 30
============================================================
طلوعه ثياب دبيقى بياض مذهبة ، وعلى رأسه عمامة شرب مسكى مذهبة .
وفى يوم الثلاثاء لمان بقين منه ، وصلت هدية ابن مكارم بن أبى يزيد من المحدثة باسوان ، وهى عشرون رأسا من الخيل وثمانون بختيا وعدة من السوداله الاذاث والذكران ، وفهد فى قفص ، وغم نوبية ، وطيور ونسانس ، وأثياب الأقيلة . وعبر خلف هديته بنفسه وولده يحجبه وشق البلد إلى أن وصل إلى حضرة أمير المؤمنين يعرض ما معه ؛ وأمر ببانزاله فى بعض الدور بالقاهرة .
وفى يوم الثلاثاء جلس المكنى بأبى الفرج بن الموفقى فى ديوان الخراج
Page 31
وصرف أبو القاسم المرتجى وأبو محمد بن النحاس عنه لأجل أن ابن ا الموفقنى ضمن أن يظهر على أبى القاسم المربحى خجمسة عشر ألف دينار ابتاع بها براءات من ديوان الكتاميين فى مدة نظره ، ويصخح زيادة فى ارتفاع ديوان الخراج ثلاثين الف دينار أخرى ، واشترط أن يعفى من آن يزم عليه ابن سلمون الكاتب ، و ألا يكون الزمام عليه إلا داود اليهودى . فأمر أمير المؤمنين بإمضاء ذلك كله له ، ويسلم ديوان الخراج وما جمع إليه من الدواوين .
وفيه قبض صبوح الصقلبى متولى الشرطة ، على رجلوامرأته وضربهما وشهرهما، وامر بان ينادى عليهما : هذا جزاء من يقود على عياله مع اليهود والنصارى .
وفى نيوم الأحد والإثنين والثلاثاء سلخ جمادى الآخرة ، انصرف ماء النيل نصرافا متداركا فاحشا ، ولم ترو منه الضياع ولازكت الأرضين ، فكثر جيج الناس بمصر واستغائتهم إلى الله - عز وجل- وخرج أكثر أهل البلد من الرجال والأطفال ومعهم المصاحف المنشنورة إلى الجبل يستغيثون بالله تعالى . وتعذرت الأخباز فى الأسواق ، ووقع الازدحام على الغلات ، وليس يجسر أحد بزيد على دينار التليس شيئا ، فإذا طلب لم يوجد ، وابتيع القمح بدينارين سرا ، وبيعت حملة الدقيق بدينارين وربع ، وبيع الخبز أربعة أرطال بدرهم وثمن ، وبيع التبن بعشرين درهما الحمل .
واستهل رجب بيوم الأربعاء
ففى يوم الجمعة الثالث منه ، سير أبو القاسم بن رزق البغدادى مترملا
Page 32
============================================================
عن حضرة أمير المؤمنين إلى الحجاز إلى أبى الفتوح إلى المدينة .
ففى يوم الأحد لخمس خلون منه ، عرضت الحسبة مصر على العميدى، متولى الترتيب - كان - ، فاستعفى منها وامتنع ، وقال : كنت بالأمس جليس أمير الممنين وصاحب خريطته ، أصير اليوم محتمبا لم أكن لأفعل . فاستحضر دواس بن يعقوب الكتامى ، فخلع عليه ثوب مثقل ، وعمامة ، وقلد الحسبة / والأسواق والسواحل ؛ ونزل فى موكب عظيم وبين يديه اثنا عشر خنيبة ، وجماعة يحجبونه . وشق البلد حى انتهى إلى مجلس الحسبة ، فجلس فيه ؛ ثم أحضر الخبازين والدقاقين وضرب قوما منهم وشسهرهم . وظهرت الأخباز واستقامت أحوال الناس ، وصرف عن الحسبة المعروف بابن غرة .
Page 33
============================================================
وفيه قلد ذو القرنين بن الحسن بن حمدان ناصر الدولة الإسكندرية و أعمالها حربا . وسأل فى أن يجعل ولده فاضل عوضه والى البلد ، فأجيب إلى ذلك وآمر ولده ولقب بعظيم الدولة .
وفيه فى يوم الجمعة قرىء في الأسواق بمصر سجل برفع المناكير وترك التظاهر بشىء منها ، وأن لا تخرج النساء من بعد العصر إلى الطرقات بالقرافة ؛ وأن تنزه هذه الآشهر الشراف عن المناكير ؛ وأن لا يجتمع الناس كما كانوا يجتمعون بالجيزة ولا بالجزيرة ولا بالقرافة على شىء من المحظورات ، وأن يمنع الغناء ظاهرا أوالتشهر بشىء منه إلا الغناء بالقصب / لا غير ، فانه مباح .
Page 34
============================================================
وفى يوم الأربعاء ليمان خلون منه ، قلد محمد بن عبد الله بن مدبر ديوان الخراج شركة بينه وبين ابن الموفقى وفيه أطلق ابن الخصيب متولى الرتيب بدمشق ، وكان القبض عليه بسبب
أبي لأنه هاداه وأنفذ إليه البغلة التى تقدم ذكرها ؛ وكان إطلاقه بعناية أم مولانا - صلوات الله عليه .
وفيه ركب أمير المؤمنين - عليه السلام - وبلغ مسجد تبر ، وعاد إلى قصره .
وفى غد هذا اليوم اشتد تعذر الاخباز بمصر وكثرت الزحمة فى الدكاكين ، وامر بله فى الاء فى القصارى ، قبل وبيع ثلانة أرعال بدرهم ، ثم ظهرت الأخباز بعد ذلك فى الاسنواق . وفتحت مخازن لجماعة من رجال الدولة وأطلق للناس : من السواحل غلة كثيرة . وضرب دواس جماعة من الخبازين وشهرهم بسبب ترافعهم فى السعر ، وضيق على الطحانين وألزمهم الوظيفة الى تكون للخبازين ، وختم على مخازنهم وفتشت طواحينهم وقبض أيضا /
Page 35
============================================================
.... وابنه لولاية دمشق . وعلى ابن قيسون للخروج إلى الفيوم . وعلى الشريف أبو العساف الكباش لولاية قضاء الرملة، وعلى أبى القاسم ابن رزق البغدادى للخروج مترسلا إلى صقلية ؛ وعلى صاحب لحسان بن جراح، خلع على جميعهم فى وقت واحد:
وفيه توفى أبو جعفر ابن الوزير أبى الفضل ، وكان يعانى صنائع كثيرة بيده . وفيه توفيت امرأة رفصها جمل فسقطت ميتة لوقتها .
ولسبع [ عشرة] بقين من الشهر ، سار ابن رزق البغدادى إلى صقلية
Page 36
============================================================
بسجل وفع إليه من الحضرة.
وفيه ركب آمير المؤمنين - عليه السلام - إلى نواحى عين شمس ، وعليه ثوب نبكى أحمر معلم مذهب دبيقى ، وعلى رأسه عمامة شرب نبكى مذهبة ، وعاد سالما إلى قصره والحمد لله.
وفى يوم الخميس لعشر بقين منه ، امتنع شمس الملك من النظر فى الوساطة وجلس فى داره ، وذكر أن الشريفين العجميين يظنون أنه إذا حضر ، وأن نظره غير منبسط ، وأن الشريفين العجميين يتوليان /الأمر / دونه ، ومكاتبة الأعمال بالشام وغيره ، وقراءة التخريج وعرض كتب البريد يالحضرة المطهرة وكتب
Page 37
============================================================
املطفات عنها ، وأن الشريف الصغير الأعجمى متولى الصناعة وكان راكبا . خلف أمير المؤمنين يحكى شمس الملك ويعوج رأسه ، ويهز همامته، ويشير إلى أنفه كأنه يتمخط ويرمى بمخاطه فى وجه شمس الملك . فأقام شمس الملك فى منزله ثلاثة أيام ، وشيع أن الأمر كله ينظر فيه الأستاذ أبو البيان نبا الخادم الأسود ،
وأن [ابن] ، بدوس استعفى من ذلك واستحضر أمير المؤمنين - عليه السلام - شمس الملك برسل عدة ، فدخل إلى حضرته وحده فقربه وأدناه ، وأمره بالعودة إلى خدمته ، وأنه عنده المكين الذى لا يبلغ منزلته أحد من خدمه ، ولايمن حوله وخاطبه بالخطاب الجميل ، فعاد إلى النظر ، وجلس على رسمه فى باب الذهب يامر وينهى . وفى يوم الإثنين لسست بقين منه ، علق رجل لص وجد قد فتح دكانا ، فضرب وشهر فى البلد على جمل ، ثم أعيد إلى المطبق . وجمع جماعة من انهم بفتح الدكاكين / بالصفين ، وضرب قوم منهم واعتقلت طائفة ، ووقع الجد بهم ، والطلب بما أخذ للشمار من أموالهم .
Page 38