بطنجة/وليله من وقت نزوله وبيعته سنة ١٧٢ إلى حين وفاته سنة ١٧٩ أي أنّه انصرف لقتال الخوارج طوال هذه السنين السبع.
ثم تنتقل الرواية لذكر حروب روح بن حاتم وابنه الفضل مع عبد الله بن الجارود الذي ثار بالجند العباسي والأبناء على حكم المهلبيين ولاة إفريقية للعباسيين، وهي أخبار وردت بالتفصيل في المصادر التاريخية خاصة في تاريخ الرقيق [١]؛ ورواية «أخبار فخ» توافق رواية الرقيق في تفاصيلها إلا أنها تشير إلى دور مفترض لإدريس في تلك الأحداث ممّا يوحي أنّه كان محرّكا لها أو أنّه استغلّها على الأقل، فتذكر أنّ مالك بن المنذر الكلبي لمّا ثار على عبد الله بن الجارود دعا إلى إدريس بن عبد الله؛ وتضيف أن عبد الله بن الجارود حين شعر بالهزيمة كان في نيّته الهرب إلى إدريس بطنجة. وهنا تنتهي الرواية دون أن تتطرق لحروبه مع الإباضيّة أو لفتوحاته في المغرب؛ وتمرّ بسرعة بخبر مقتله.
٩.٤. مقتله
أجمعت المصادر على أنّ إدريس مات مسموما، بيد أنّها اختلفت في ثلاثة أمور: أ-من الذي سمّه؛ ب-كيف تمّ سمّه؛ ج-في أي سنة كان ذلك؟ بالنسبة للأمر الأوّل فقد ورد اسما الشماخ اليمامي وسليمان بن جرير الرقّي وهو من وجوه الزيديّة [٢]؛ أما بالنسبة للأمر الثاني فقيل إنّه سمّ بسنون وقيل ببطيخة وقيل بسمكة؛ ووردت بعض الروايات بصيغة قصصيّة بطولية، وقد عالجت هذه الأمور بشيء من
_________
[١] انظر ما يلي ص ١٨٢ - ١٨٩.
[٢] وإليه تنسب الفرقة الجريرية أو السليمانية من الزيديّة انظر فرق الشيعة ٩،٦٤،٦٦؛ مقالات الإسلاميين ٦٣٦ - ٦٣٧؛ الملل والنّحل ٦٨؛ والحور العين ٢٠٠،٢٠٣،٢٠٧؛ و؛ Der Imam al-Qa؟sim ١٦ f . W .Madelung، ويذكر علي بن محمد النسّابة العلوي في كتابه المجدي (٦٢) أن يحيى أرسل لما ظهر سليمانا إلى إدريس يدعوه، ثم ذكر أنّه سمّه بسمكة، ويبدو ان الأمر اختلط عليه.
1 / 67