كان له في واضح، مولى المنصور، خير معين إذ كان على بريد مصر وهو منصب خطير يعنى برصد الطرقات والاتصالات، وكان واضح يتشيّع، فيما تجمع عليه المصادر، والأرجح أنّه كان زيدي الهوى [١]. ويذكر أحمد بن سهل أنّ إبراهيم بن أبي يحيى كتب رسالة لواضح يسأله فيها تدبير رحيل إدريس إلى المغرب.
ونستطيع أن نفترض أنّ إقامة إدريس في مصر لم تكن طويلة لأنّه كان يزمع الخروج إلى المغرب، ولأنّ الطلب اشتدّ عليه وبذلك يكون تحديد تاريخ خروجه في أحد شهري ربيع سنة ١٧١ أمرا معقولا، يعني إما في أواخر ولاية سليمان بن علي أو أوائل ولاية موسى بن عيسى.
٩.٢. سنة بين إفريقية والمغرب؟
ثمة شبه إجماع بين المصادر على أنّ وصول إدريس بن عبد الله إلى وليلى-وهي المرحلة الثالثة من مراحل تغريبته-كان سنة ١٧٢/ ٧٨٨ ويحدد ابن أبي زرع التاريخ بدقّة أكبر فيذكر انّه دخلها في ربيع الأول سنة ١٧٢ وأنّ بيعته فيها كانت في رمضان ١٧٢ [٢]. وقد تنبّه محمد الطالبي بحق إلى غموض هذه الفترة وتناقض التواريخ
_________
[١] يذكر ابن الأثير (الكامل ٦/ ٩٣) أنّه «كان شيعيا لعلي»؛ فيما يذكر ابن الفقيه (البلدان ١٤) انّه «كان رافضيا» ويقول عنه الطبري (تاريخ ٨/ ١٩٨ - ٣/ ٥٦١) انه «كان رافضيا خبيثا»؛ وواضح هذا هو جدّ اليعقوبي المؤرخ الذي كان شيعيا، ويقول عنه؛ ٩١ (٢٧٩١)،٨٣١. " Yaqu؟bi ne؟st pas un Siite mode؟re؟،il est a؟ mon sens un Siite fanatique"،Arabica "Y .Marquet: فيما يلاحظ ميلوورد سوى ميول شيعية معتدلة عنده (في (Abr-Nahrain ٢١(١٧٩١ - ٢٧)،p .٠٧ f .: أمّا كلمة رافضي فتشير إلى اتّجاهات شيعية متعددة، قارن ب: «أربع رسائل زيدية»، لماهر جرّار ٧ - ٨ والمصادر المذكورة هنالك.
[٢] الأنيس المطرب ١٩؛ وجذوة الاقتباس ١/ ١٩؛ وقارن بالدولة الأغلبية لمحمد الطالبي ٣٩٩، ح ١١١.
1 / 61