رجلا [١] «. . . فلم تمنعهم قلّتهم والنهوض بما وجب لله ﷿ عليهم من الوفاء بالبيعة والمدافعة عن الذي وجبت المدافعة عنه» [٢].
تشعرنا هذه الروايات بأنّ ثمة تناقضا فيما بينها، بيد أنّه يمكننا أن نجزم أن الدعوة الطالبية حاولت إعادة تنظيم صفوفها إثر ثورة محمد النفس الزكيّة وأنّ الدعاة عادوا يعملون بنشاط. وتوحي الروايات أن التنظيم كان قد بلغ حدا بعيدا سنة ١٦٩/ ٧٨٥ وأنّ اللّقاء في موسم الحج كان لقاء تنظيميا-فيما يبدو لي-وهذا ما يفسّر قدوم سبعين رجلا من شيعة الكوفة في أوائل ذي القعدة، نزلوا دار ابن أفلح بالبقيع [٣]، ولم يكن هذا اللقاء للجهر بالخروج. ولكن شعور العمري بالخطر وتضييقه على الطالبيين بسبب ذلك [٤]، هو الذي حدا بردّة الفعل المتسرّعة هذه.
استدل على هذا بأنّ الطالبيين لم يكونوا قد بايعوا أحدا منهم بعد كما مرّ معنا.
وهناك خبر عن النوفلي [٥] في «كتاب المصابيح» يظهر أن الحسين لم يكن مستعدا للخروج في ذلك الموسم [٦]: «وتهيأ الحسين فيمن بايعه ودفع مالا إلى مولى لآل الحسين يقال له يوسف، وكانت جدّته مولاة فاطمة بنت الحسين، وأمره أن يكتري له ولأصحابه، وهو يريد في تقديره أن يسبق الجيوش إلى مكة، فأقام أيّاما ويوسف يخبره أن قد اكترى له. ثم توارى عنه وذهب بالمال، قال أبو الحسن النوفلي: فلما