الوالي لعشر خلون من شوال سنة ١٤٥/ ٧٦٢ وأن الثورة لم تهدأ إلا حين قدمت الخطباء إلى مصر برأس إبراهيم بن عبد الله في ذي الحجة سنة ١٤٥.
وذكر عن رواته أن عليا اختفى عند عسامة بن عمرو وأنزله هذا قرية له من طوّه فمرض علي بها فمات ودفن بها. وتبدو هذه الرواية غريبة أمام اجماع أبي الفرج والطبري وأبي نصر البخاري [١] على أن عليا حبس ببغداد ومات هناك ولا عقب له. وهذا لا ينفي أنّ ثورة زيديّة قامت بمصر وأن خالد بن سعيد وغيره من القحطانية والمعافر قد قاموا بأمر هذه الثورة، فقد كانت مصر تغصّ بأشياع العلويين منذ الفتنة الأولى زمن عثمان بن عفّان، ومنها كان يمّر دعاة العلوييّن وقد كان لأحد الحضارمة فضل في إيواء إدريس بن عبد الله إثر هروبه من موقعة فخ كما سيمر معنا. أما يزيد بن خالد القسري الوارد اسمه ضمن الدعاة فقد ذكر أبو الفرج أنّه قتل مع محمد النفس الزكيّة [٢].
ومما يؤكد أن دعوة محمد كانت قد لاقت قبولا في مصر أنّ عبد الحميد ابن جعفر [٣] أشار عليه قبل خروجه بالمدينة أن يترك المدينة لأنها «أقل بلاد الله فرسا وطعاما، وأضعفه رجالا، وأقلّه مالا وسلاحا» وارتأى عليه أن يسير بمن اتبعه إلى مصر [٤]. وعبد الحميد هذا كان على شرط محمد ثم وجّهه وجها [٥]. فهل لنا أن نفترض أنّه وجّهه إلى مصر لذلك كان عالما بأحوالها؟ -كما انتشرت دعوة النفس الزكيّة في خراسان بحسب ما ذكر المحلي:
وانتشرت دعوته بالآفاق «وظهرت بخراسان وبايعه الجمهور من أهلها واضطرب
_________
[١] سرّ السلسلة العلويّة ٨.
[٢] مقاتل الطالبيين ٢٧٦ - ٢٧٧ (ط ٢.٢٤٣ - ٢٤٤).
[٣] انظر عنه مقاتل الطالبيين ٢٦١،٢٦٨،٢٨٤،٢٨٦ والطبري ٣٥٥/ ٧،٥٥٥،٩٥٥،٠٨٥،٥٠٦ (-٠٩١/ ٣،٣٩١،٧٢٢،٩٥٢)
[٤] مقاتل الطالبيين ٢٦٨، وانظر J .Lassner،The Shaping of'Abbasid Rule ٩٦ - ١٧:
[٥] الطبري ٧/ ٥٥٩ (-٣/ ١٩٩)؛ مقاتل الطالبيين ٢٨٢ (ط ٢.٢٤٨).
1 / 39