244

Akhbar al-Zaman

أخبار الزمان

Maison d'édition

دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع

Lieu d'édition

بيروت

Genres

فأقام يعقوب بمصر ونهر اوس يجله ويعظمه إلى ان حضرته الوفاة، فأوصى أن يحمل إلى مكانه من الشام، فجعل في تابوت، وخرج معه يوسف ﵇ ووجوه أهل مصر حتى بلغوه إلى موضعه، ودفن فيه ﵇، وقيل إن عيصو منعه من دفنه هناك لأن إسحق ﵇ وهبه الموضع، فاشتراه يوسف ﵇ منه بحكمه، ودفنه فيه.
وأقام يوسف بمصر وولد له فيها، ويقال إن نهراوس آمن بيوسف ﵇، وكتم أيمانه خوفا من فساد ملكه.
وملك نهراوس مائة وعشرين سنة، وفي وقته عمل يوسف ﵇ الفيوم لابنة الملك، وكان أهل مصر قد تنقصوا الملك، وقالوا قد كبر وذهب عقله، فاخبهر يوسف ﵇، فقال نهراوس ما أبالي ولكني قد وهبت لابنتي ناحية كذا وكذا، وهي مغايض مياه ومروج، وأحب أن أدفع عنها صبيب المياه وأخرج عنها ما حصل فيها حتى ترجع ارضا عامرة مغلة، فاعمل في ذلك واحكم ما يمكن.
فخرج يوسف ﵇ فدبرها وأخرج المياه منها، وقطع مادتها منها، وبنى جسورها وقلع أدغالها وردها ارضًا عظيمة العمارة جسيمة الغلة، وهي أرض الفيوم، وفرغ من ذلك كله في مدة قريبة، فعجب الناس من فطنة الملك وحكمة يوسف ﵇.
ويقال أن نهراوس أول من بنى بمصر (١) وبنى اللاهون، وجعل الماء فيه مقسومًا موزونًا، ثم مات نهراوس.
واستخلف ابنه دريموس، ويسميه أهل الأثر داروم (٢) بن الريان وهو الفرعون الرابع عندهم.
ولما ملك خالف سنة أبيه، وكان يوسف خليفته، لأن أباه أمره بذلك وأكد عليه فيه، فكان يوسف ﵇ يسدده فربما قبل منه وربما خالفه.

١) هكذا بالاصول، ولعل الصواب من بنى الجسور بمصر، أو بنى خزانا بمصر.
٢) في ق: دارم.
(*)

1 / 264