وأثبّتها هاهنا لما اشتملت عليه من التحريض، ونيل الثواب الجزيل في قتال أهل العناد.
نصّها: (الحمد لله، الواحد الأحد، المنزّه عن الأكفاء، والأضداد، المتعالي عن الأشياء، والشركاء، والأنداد، الذي هدى من وفّقه إلى طريق الرشاد، وخذل بعدله من أضّله فأوجب له الطرد والإبعاد، نحمده ونشكره على ما أسبغ ١ من النعم، ورفع من النقم، وهو سبحانه لمن حمده وشكره كفيل بالازدياد.
ونشهد أن لا إله إلاّ الله، وحده لا شريك له، شهادة ترغم ٢ بها أنوف أهل الشرك والارتداد.
ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، المبعوث بدلائل الحقّ، وقتال أهل العناد، ﷺ، وعلى آله الأبرار، وصحابته الأخيار- الذين [٤٠/أ] بذلوا المجهود في قتال أهل الشرك، بذلًا خارجًا عن المعتاد- صلاة دائمة تقينًا بها من أهوال يوم الجزاء، الذي لا ينفع فيه مال، ولا وداد ٣.
عباد الله!: عليكم بتقوى الله، وأجيبوا داعي الله، واعلموا: أن الله- سبحانه- أيّد هذا الدين المحمّدي بالجهاد، ووعد الساعي فيه، أو في شيء منه إلى سني المراد، فجعل- سبحانه- الشهيد بالحياة المحفوفة في برزخ ٤ الموت بالرزق الجزيل وحسن الاستمداد، فما من ميت مقبول إلاّ ولا يتمنّى العود إلى الدنيا إلاّ الشهيد، لما يرى من فضل الشهادة عند ذي العرش المجيد، فيتمنّى: الرجوع إليها ليزداد- إذ له من الكرامة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر- يوم العباد!.
أخرج "الحاكم": عن "عائشة"﵂: أن رسول الله ﷺ
١ - أي: أتمّ. (المعجم الوسيط:١/ ٤١٦).
٢ - تقول: فعل ذلك على الرغم من أنفه، ورغم أنفي لله ﷿.
معناه: ذلّ وانقاد، لأن أمسّ به التراب. (الرازي- مختار الصحاح: ١٩٨).
٣ - من المودّة، وهي: المحبّة. (المعجم الوسيط: ٢/ ١٠٣١).
٤ - ما بين الموت والبعث، فمن مات فقد دخل البرزخ، قال تعالى: ﴿وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ (سورة المؤمنون / آية ١٠٠). (المعجم الوسيط: ١/ ٤٨).