واستيقظت من نومتي وحفظت كل ما رأيت كما ذكرته لك في كتابي حرفا حرفا. فقلت في نفسي ونطق به لساني : ما بعد هذا من البصائر لقوم [يوقنون] (¬1) . وقلت أيضا:اللهم إنك قلت : { وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى. قال أولم تؤمن؟ قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي } (¬2) . اللهم زدني بيانا أو كما قلت في دعائي. فنمت ولم أر شيئا. فقلت : ما بعد ما قد سبق من البيان والخبر عن النبي عليه السلام من البصائر لقوم يوقنون ، وإنما سألت الله أن يريني النبي عليه السلام فزادني مع محمد جبريل عليه السلام. ومحمد وجبريل صلوات الله عليهما هما صاحبا الوحي، وهما أمينا الله في وحيه، وهما أفضل خلقه. والنبي يقول فيما بلغنا عنه :(من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ) (¬3) وأحسب أنه قال :( ولا بالكعبة ). فما كذبت فيما قصصته من رؤياي. وما كذب رسول الله فيما جاء به عن جبريل، وما كذب واحد منا فيما جاء به. كل جاء بالحق وقال به والحمد لله رب العالمين.
Page 68